عاجل

دون تحريك الشفتين.. ما حكم العبادات وقراءة القرآن بالقلب للمريض؟

المريض
المريض

في كثير من الأحيان قد يواجه المريض صعوبة في النطق أو تحريك لسانه بسبب حالته الصحية، فيتساءل: هل تصح عباداته وقراءته للقرآن بالقلب فقط دون تحريك الشفتين؟ 

وفي هذا السياق أوضحت دار الإفتاء قول الثلاثة الشافعي ومالك وأحمد: إنّ المريض إذا لم يقدر على شيء من أفعال الصلاة إلا بأن يُشِيرَ إليه بعينه، أو يلاحظ أجزاءها بقلبه، وجب عليه ذلك، ولا تسقط عنه ما دام عقله ثابتًا، فإن قدر على الإشارة بالعين فلا بد منها، ولا يكفيه مجرد استحضار الإجراء بقلبه.

وقال الحنفية: إنّ المريض إذا قدر على الإيماء بالعين، أو بالحاجب، أو بالقلب فقط أُخِّرت عنه الصلاة، ولا تصحّ بهذه الكيفية سواء أكان يعقل أو لا، هذا الحكم في أفعال الصلاة، ومنها قراءة القرآن؛ لأنّ القراءة ركن من أركان الصلاة.

فإذا كان السائل يقصد من سؤاله عن العبادة الصلاة، وما تشتمل عليه من قراءة، وكان لمرضه لا يستطيع إلا إجراء هذه الأعمال على قلبه؛ وجب عليه ذلك عند الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد، وقال الحنفية: إذا لم يستطع المريض إلا الإيماء، وإجراء الصلاة بقلبه فقط أُخِّرت عنه الصلاة، ولا يجب عليه الإيماء بقلبه.

أما إذا كان يقصد من سؤاله مطلق التذكر والتسبيح وغير ذلك بدون تلفظ؛ فإنَّ ذلك يجوز بإمراره على قلبه؛ لأنَّه إذا جاز إجراء أفعال الصلاة بالقلب وهي فريضة فمن باب أولى يجوز فيما دون الصلاة عند جمهرة الأئمة

هل يجوز جمع الصلوات للمريض؟

قالت الدكتورة إيمان أبو قُورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الشريعة الإسلامية قائمة على التيسير ورفع الحرج، وقد راعت في أحكامها ظروف المريض الذي يعاني من مشقة في أداء الصلوات في أوقاتها، مؤكدة أن جمع الصلوات للمريض جائز بشرط تحقق المشقة أو وجود عذر معتبر كمرض يَصعُب معه أداء كل صلاة في وقتها.

هل يجوز جمع الصلوات للمريض؟

وأوضحت الدكتورة إيمان أبو قورة، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "حواء"، المذاع على قناة الناس، أن بعض الناس قد يشقّون على أنفسهم في هذا الأمر، بينما يتهاون آخرون فيه، فيجعلون من الجمع عادة، وهو أمر غير صحيح. وقالت إن الضابط في هذه المسألة هو وجود المشقة الطارئة أو الدائمة بسبب المرض، وفي هذه الحالة يجوز للمريض الجمع بين الصلوات التي يُشرَع فيها الجمع، مثل الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء، جمع تقديم أو جمع تأخير، حسب ما يتيسر له.

وأشارت إلى أن الجمع قد يكون جمعًا حقيقيًا، كأن يصلي المريض الظهر والعصر معًا في وقت الظهر (جمع تقديم) أو في وقت العصر (جمع تأخير)، بشرط أن تكون كل صلاة بعد الأخرى، وبعدد ركعاتها كاملة دون قصر، لأن القصر يختص بالسفر لا بالمرض.

كما بيّنت أنه يمكن للمريض أيضًا أن يجمع جمعًا صوريًا، وهو ما أجازه بعض العلماء كالسادة المالكية، وذلك بأن يؤخر الصلاة الأولى إلى آخر وقتها، ثم يصلي الثانية في أول وقتها، إذا كان يتعذر عليه الوضوء والتطهر مرتين بسبب المرض. فمثلًا، يصلي الظهر في آخر وقته، ثم يصلي العصر عند دخول وقته، فيكون قد صلى كل فرض في وقته، لكنه خفف على نفسه مشقة تكرار الطهارة.

وأكدت أن هذا الحكم ينطبق على صلاتي الظهر والعصر، وكذلك على المغرب والعشاء، موضحة ضرورة الالتزام بضوابط الجمع وعدم الاعتياد عليه دون حاجة.

تم نسخ الرابط