عاجل

كاترين فرج الله: اتفاق إيران والوكالة الدولية هدية مصرية للمجتمع الدولي العاجز

اتفاق عودة التعاون
اتفاق عودة التعاون بين إيران والطاقة الذرية بوساطة مصرية

استضافت مصر كل من وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومدير وكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل جروسي، لعقد اتفاق إعادة التعاون بينهما بعد بعدة فترة من المشادة والاضطراب بينهما، والذي أدى إلى قطع التعاون وإثارة مخاوف من تصعيد جديد في المنطقة.

لكن مصر دائمًا حريصة على تحقيق الاستقرار، لتقوم بوساطتها عقد اتفاق مهم لإعادة الثقة والتعاون بينهما، ليشيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوقيع الاتفاق، فضلًا عن إشادة الطرفين بدور مصر يف إعادة الثقة بينهما.

اتفاق عودة التعاون بين إيران ووكالة الطاقة الذرية

في هذا الصدد صرحت الدكتورة كاترين فرج الله، الباحثة السياسية، أن مصر استطاعت كعادتها، أن تنجح كوسيط محوري ليس فقط على مستوى المنطقة بل على مستوى العالم بأسره، في الوساطة بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، بعد توتر غير مسبوق بين الطرفين، على خلفية الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، وما تبعه من تهديدات إيرانية صريحة بوقف التعاون مع الوكالة الدولية.

وأكدت الدكتورة كاترين فرج الله في تصريح خاص لموقع نيوز رروم، أن هذا اللقاء الذي جمع إيران بالوكالة الدولية بعد القطيعة، حدث كبير يعكس نجاح الجهود المصرية المستمرة في تحقيق التهدئة وإعادة قنوات الحوار، معتبرة أن الاتفاق التقني الذي خرجت به القاهرة يمثل نقطة تحول في مسار العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويهدف إلى استئناف التعاون وتفعيل آليات التفتيش، بعد أشهر من الانسداد.

وأوضحت فرج الله أن هذا الاتفاق جاء كاستجابة ذكية للشرط الغربي الذي لو لم يتحقق لكانت الدول الغربية ستلجأ إلى تفعيل "آلية الزناد" ضد إيران، مما كان سينذر بتصعيد خطير في المنطقة، لتنجح مصر في تفادي هذا السيناريو من خلال جهود دبلوماسية غير مسبوقة.

وشددت على أن هذا الإنجاز المصري يمثل هدية استراتيجية للمجتمع الدولي الذي عجز لسنوات عن جمع الطرفين على طاولة واحدة، مشيرة إلى أن الغرب يجب أن يبني على هذا الاتفاق، ويستغله كأرضية لحلول أوسع بين الغرب وإيران، بما يسهم في تجنب حرب كارثية قد تشنها إسرائيل كما تلوّح دائمًا، وتهدد من خلالها أمن الشرق الأوسط بأسره.

د. كاترين فرج الله: الاتفاق يلبي أحد أبرز شروط إيران لاستئناف المفاوضات

كما نوهت الدكتورة كاترين إلى أن الاتفاق لبّى أحد أبرز شروط إيران لاستئناف المفاوضات، وهو ما يُحسب لمصر، حيث عملت القاهرة على تأمين المخاوف الإيرانية من تسريب معلومات فنية من قبل الوكالة الدولية إلى أمريكا أو إسرائيل، وهي المخاوف التي قالت إيران إنها أدت سابقًا إلى استهداف منشآتها النووية.

وأضافت: "إن جهد مصر هو جهد دولة عظيمة ذات دور محوري على مستوى العالم، ويُعد أيضًا جهدًا يُحسب للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وللدبلوماسية المصرية التي تعمل وفق مبادئ السلام والاستقرار".

ورأت فرج الله أن قبول إيران باستئناف الرقابة والتفتيش من قبل الوكالة هو انتصار دبلوماسي كبير يُحسب لمصر، خاصة بعد التهديدات المتبادلة بين إيران والغرب، ومخاوف المجتمع الدولي من ارتفاع نسب التخصيب وتطوير برنامج الصواريخ والطائرات المسيرة.

وأكدت أن الاتفاق المصري قد يسهم في إبطال تفعيل آلية الزناد بنسبة كبيرة، وهو ما يخفف الضغوط الغربية ويقلل من فرص فرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران.

وتابعت الباحثة السياسية: "الاتفاق المصري هو خطوة هامة نحو التهدئة، ويجب على الدول الغربية أن تبني عليه لمعالجة القضايا الجوهرية، وعلى رأسها تخزين اليورانيوم والتخصيب، بدلاً من تقويض هذا الإنجاز الكبير الذي لم ينجح فيه الغرب نفسه".

كما شددت على أهمية عدم إفشال هذا الاتفاق باستخدام آليات ضغط جديدة قد تعرقل المسار الذي بدأته مصر، لا سيما أن هذا الاتفاق جاء في توقيت بالغ الحساسية، بالتزامن مع تهديد الترويكا الأوروبية بإبلاغ مجلس الأمن لتفعيل آلية الزناد.

<strong>د. كاترين فرج الله</strong>
د. كاترين فرج الله

د. كاترين فرج الله: الاتفاق يحجم من الدور الإسرائيلي والأمريكي تجاه إيران والمنطقة ككل

وختمت الدكتورة كاترين فرج الله تصريحاتها بالقول:"الأهم من وجهة نظري أن هذا الاتفاق يحجم من الدور الإسرائيلي والأمريكي تجاه إيران والمنطقة ككل، ويدحض السردية المتكررة عن غياب الرقابة، وهي الذريعة التي طالما تم استخدامها لتمرير خيارات عسكرية، ولقد نجحت الوساطة المصرية في نزع فتيل أزمة كبرى، وتوفير أرضية للسلام، وتفويت الفرصة على كل من يسعى لتأجيج الصراع، وهو ما يجب أن يحظى بتقدير ودعم عالمي واسع".

تم نسخ الرابط