بعد إفتتاح سد النهضة.. أستاذ جيولوجيا "الإيراد المائى لهذا العام كامل"

أوضح الدكتور عباس شراقى استاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة بأن إفتتاح سد النهضة في دولة إثيوبيا لم يؤثر على الإيراد المائى لهذا العام ، حيث كان الإيراد المائى كامل.
ونشر عباس عبر حسابة الرسمي على موقع الفيس بوك منشور تحليليًا لإفتتاح سد النهضة قائلًا " .افتتاح سد النهضة بتوربينات متوقفة و 4 بوابات مفتوحة مع الممر الأوسط:
سيناريو تركيب التوربين الأول فى 20 فبراير 2022 يتكرر عندما تم الاحتفال بتشغيل أول توربين وكان من المقرر تشغيل توربينين، ولكن يوم الاجتفال لم يكن أى منها يعمل، وتم الاحتفال بدون كهرباء، وبدأ الأول فى العمل بعد 19 يوم من الاحتفال فى 10 مارس 2022، بظهور الدوامات فى حوض التهدئة، والثانى بعد 6 أشهر فى 11 أغسطس 2022، وتشغيل 2 توربين آخرين فى 24 أغسطس 2024، وكان عملهم محدود للغاية مما أدى إلى عدم تغير المخزون بدرجة كبيرة.
وأوضح أن تم افتتاح سد النهضة ، رسميا الثلاثاء 9 سبتمبر 2025، والمفترض تشغيل جميع التوربينات، إلا أن صور وفيديوهات الاحتفال تظهر توقف التوربينات وتشغيل 4 بوابات من المفيض العلوى، وفيضان المياه من أعلى مفيض الممر الأوسط بعد أن وصل منسوب البحيرة إلى أكثر من 640 م، بإجمالى تصريف حوالى 450 مليون م3/يوم، وسوف تتوقف المياه من أعلى الممر الأوسط ربما خلال ساعات فى حال استمرار فتح بوابات المفيض العلوى، واذا كان هناك تشغيل لـ 6 توربينات من الـ 13 توربين لما تم فتح 4 بوابات مرة واحدة بالإضافة إلى الممر الأوسط.
وأكد أن تشغيل التوربينات أو توقفها لايمنع مرور المياه إلى مصر، لن نقف كثيرًا عند تشغيل أو عدم تشغيل التوربينات لأنها سوف تعمل إن لم يكن اليوم فغداً أو الأيام القادمة أو حتى العام القادم، والموقف الحالى هو استمرار عدم كفاءة تشغيل التوربينات.
وأشار إلى أن الإيراد المائى لهذا العام كامل إن شاء الله، وانتهت السنوات الأصعب فى حجز كميات مياه لتكوين البحيرة، وحاليًا لابد من إمرار 450 مليون م3/يوم خلال الأيام القادمة نحو السودان ومصر، تنخفض إلى 300 مليون م3/يوم بنهاية الشهر ثم إلى 200 م3/يوم فى أكتوبر القادم، ثم تقدر الكمية بعد ذلك بعدد التوربينات التى تعمل، وان لم تعمل فالطريق هو بوابات المفيض.
وأكد أن المياه تأتى من سد النهضة إلى مجرى النيل الأزرق الطبيعى بإحدى الطرق الثلاثة أو بعضها: من خلال التوربينات، أومفيض الممر الأوسط المفتوح "بدون بوابات"، أو بوابات المفيض العلوى وعددها 6 بوابات."
وفي وقت سابق بعث الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة برسالة طمأنة للمصريين حول جاهزية السد العالي، لاستقبال حصة مصر من المياه كاملة.
وكت "شراقي" عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، “ السد العالى بخير وجاهز لاستقبال الإيراد المائى كاملًا إن شاء الله”.
اجتماع آلية (2+2)
وفي سياق منفصل، أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن البيان الصادر عن اجتماع آلية (2+2) لوزراء الخارجية والري في مصر والسودان شكّل نقطة تحول مهمة في مسار أزمة سد النهضة، إذ عكس وحدة الرؤية بين البلدين وحرصهما على مواجهة السياسات الأحادية التي تتبعها إثيوبيا في ملف السد.
وأوضح شراقي، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «خط أحمر» على قناة «الحدث اليوم»، أن هذا الاصطفاف المصري–السوداني أزعج العديد من الأطراف، ما دفع البعض إلى بث شائعات عن وجود اتفاق ثنائي بين الخرطوم وأديس أبابا، في محاولة لتقويض قوة الموقف العربي والإقليمي الداعم لمصر والسودان.
سياسة الأمر الواقع
شدد أستاذ الموارد المائية على أن القاهرة والخرطوم لا ترفضان التنمية في إثيوبيا، بل يرفضان الأسلوب الأحادي وفرض سياسة الأمر الواقع في إدارة مياه النيل الأزرق.
وأضاف أن دعوة إثيوبيا لمصر والسودان لحضور افتتاح السد تمثل استفزازًا سياسيًا، خاصة أن البلدين تقدما في وقت سابق بشكاوى رسمية لمجلس الأمن اعتراضًا على هذه الممارسات، وهو ما يؤكد جدية التحرك المصري–السوداني.
أضرار جسيمة بدولتي المصب
استعرض شراقي أبرز النقاط التي تضمنها البيان المشترك، مشيرًا إلى أنه اعتمد على بيانات وأرقام دقيقة توضح الأضرار التي لحقت بمصر والسودان خلال السنوات الخمس الماضية. وكشف أن إثيوبيا قامت بتخزين نحو 100 مليار متر مكعب من المياه خلف سد النهضة، أي ما يعادل ضعف حصة مصر السنوية من مياه النيل تقريبًا.
تأثير مباشر على السودان
وأوضح شراقي أن السودان تكبّد أضرارًا واضحة منذ بدء التخزين، إذ توقفت محطات مياه الشرب خلال السنة الأولى بسبب انخفاض منسوب النيل الأزرق. كما شهدت سدود السودان، وعلى رأسها سد الروصيرص، اضطرابات خطيرة نتيجة قرارات أحادية اتخذتها إثيوبيا بفتح أربع بوابات من سد النهضة فجأة ثم إغلاقها دون تنسيق، ما تسبب في إرباك منظومة تشغيل السدود السودانية.
تهديد إثيوبي خطير
وأشار الخبير المصري إلى أن السودان أصبح في مرمى تهديد مباشر، إذ تمتلك إثيوبيا القدرة على إحداث فيضانات مدمرة بمجرد التحكم في فتح أو إغلاق البوابات، دون الحاجة لاستخدام أي وسائل عسكرية، وهو ما يمثل ضغطًا سياسيًا وأمنيًا كبيرًا في ظل استمرار الخلافات الحدودية بين البلدين.
تجاهل اتفاقيات تاريخية
ولفت شراقي إلى أن السياسات الإثيوبية تمثل انتهاكًا صارخًا للاتفاقيات التاريخية المنظمة لاستخدام مياه النيل، مؤكدًا أن بناء سد النهضة وتخزين المياه بهذه الكميات الضخمة دون اتفاق مع دولتي المصب يُعد تجاوزًا لكل الأعراف الدولية، ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، وضمان حماية الأمن المائي لكل من مصر والسودان.
تحرك دبلوماسي مكثف
وأكد أن البيان المصري–السوداني يعكس توافقًا تامًا في الرؤية، ويعطي رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن القاهرة والخرطوم متمسكتان بحقوقهما المائية ولن تتنازلا عنها. وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد تحركات دبلوماسية مكثفة على المستويين العربي والدولي، بهدف الضغط على إثيوبيا للجلوس على مائدة التفاوض والوصول إلى اتفاق ملزم يضمن حقوق جميع الأطراف.
دعوة للتكاتف العربي
اختتم الدكتور عباس شراقي حديثه بالتأكيد على أن قضية سد النهضة ليست مجرد أزمة ثنائية، بل هي قضية عربية وإفريقية تمس الأمن القومي للمنطقة بأكملها.
ودعا الدول العربية والإفريقية لدعم موقف مصر والسودان والعمل على حماية حقوق شعوب حوض النيل، مؤكدًا أن استمرار السياسات الأحادية سيؤدي إلى اضطرابات سياسية واقتصادية واسعة.