وزارة التربية والتعليم تعلن الاستعداد الكامل للعام الدراسي الجديد 2025

أعلن شادي زلطة، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، أن الوزارة أنهت استعداداتها الكاملة لاستقبال العام الدراسي الجديد 2025، مؤكداً أن جميع الكتب الدراسية تم الانتهاء من طباعتها بالكامل وتسليمها إلى المدارس على مستوى الجمهورية.
وأوضح أن عملية التوزيع تمت وفق خطة منظمة تضمن وصول المناهج إلى الطلاب قبل بدء الدراسة، بما يحقق انضباط العملية التعليمية منذ اليوم الأول.
وأشار زلطة، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمد شردي في برنامج الحياة اليوم عبر قناة الحياة، إلى أن الوزارة عملت على مراجعة كل تفاصيل العملية التعليمية مبكراً، لتجنب أي مشكلات يمكن أن تؤثر على انتظام الدراسة، مع متابعة دورية من قيادات الوزارة والمديريات التعليمية.
وأضاف أن الاستعدادات لم تقتصر على الكتب الدراسية فقط، بل شملت أيضاً تجهيز المدارس وصيانة المباني والفصول، إلى جانب توفير جميع الوسائل التعليمية الحديثة التي تواكب التطوير المستمر في المناهج.
حلول مبتكرة لمواجهة كثافة الفصول
أكد المتحدث الرسمي أن الوزارة واجهت العام الماضي مشكلة كثافة الفصول عبر حلول فنية عملية، ونجحت بالفعل في تقليل الأعداد داخل الفصول، وهو ما ساعد على تحسين جودة العملية التعليمية. وأوضح أن هذه التجربة سيتم البناء عليها في العام الجديد لمواصلة ضبط الكثافة الطلابية.
وأشار إلى أن أي فصل دراسي في جميع المدارس بالجمهورية لن يتجاوز 50 طالباً، وهو معدل يتيح للمعلم التفاعل مع الطلاب بشكل أفضل ويعزز من قدرة الطلاب على الاستيعاب. كما شدد على أن الوزارة ستواصل وضع خطط بديلة لتقليل الكثافات في المدارس التي تعاني من ضغط عددي، سواء عبر التوسعات الجديدة أو الاستعانة بمدارس بديلة قريبة.
ولفت إلى أن الوزارة تراعي التوزيع الجغرافي للطلاب، بحيث لا يضطر الطالب للانتقال لمسافات بعيدة عن منزله، وفي الوقت نفسه يتم تحقيق الانضباط المطلوب داخل الفصول الدراسية.
دعم المعلمين والتوسع في التعيينات الجديدة
كشف زلطة أن الوزارة نجحت في سد العجز في معلمي المواد الأساسية على مستوى الجمهورية، موضحاً أن ذلك تحقق بفضل استمرار العمل بمسابقة الـ30 ألف معلم، والتي تمثل خطوة جوهرية لتوفير الكوادر التعليمية المطلوبة. وأكد أن الوزارة تسعى إلى جذب الكفاءات الشابة من خريجي كليات التربية لسد الاحتياجات المستقبلية.
كما أشار إلى أن الوزارة تستعين أيضاً بمعلمي الحصة والمعلمين العائدين بعد المعاش، وذلك وفق ضوابط قانونية تضمن الاستفادة من خبراتهم، وهو ما انعكس إيجابياً على العملية التعليمية في مختلف المحافظات. وأضاف أن الوزارة تضع المعلم في قلب عملية التطوير، حيث يتم تنظيم برامج تدريبية متواصلة لرفع كفاءاتهم ومواكبة المناهج الجديدة.
وأوضح أن تطوير قدرات المعلمين لا يقتصر فقط على الجانب الأكاديمي، بل يشمل أيضاً مهارات التعامل مع التكنولوجيا التعليمية الحديثة التي باتت جزءاً أساسياً من العملية التعليمية في مصر.
تحديث المناهج وربطها بسوق العمل
إلى جانب الاهتمام بالبنية التحتية والمدرسين، تعمل وزارة التربية والتعليم على تحديث المناهج بشكل متواصل بما يواكب متطلبات العصر. وأكد زلطة أن التطوير يركز على تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلاب، بعيداً عن الحفظ التقليدي، مع إدخال وحدات تعليمية جديدة مرتبطة بالتكنولوجيا والاقتصاد والعلوم الحديثة.
وأشار إلى أن المناهج الجديدة تراعي ربط الطلاب بسوق العمل منذ المراحل الأولى، حيث يتم إدخال مفاهيم ريادة الأعمال والمهارات الرقمية، بما يضمن تأهيل الخريجين لمتطلبات المستقبل. كما أوضح أن الوزارة تتعاون مع خبراء محليين ودوليين في مجال تطوير التعليم لتحقيق هذه الأهداف.
مشاركة المجتمع وأولياء الأمور في العملية التعليمية
أكد زلطة أن الوزارة تعوّل بشكل كبير على دور أولياء الأمور والمجتمع المدني في دعم العملية التعليمية، مشيراً إلى أن الشراكة بين الوزارة والأسرة تعد أحد مفاتيح نجاح المنظومة. ودعا أولياء الأمور إلى متابعة أبنائهم بشكل مستمر والتفاعل مع المدارس من خلال المجالس والأنشطة المختلفة.
كما شدد على أن العملية التعليمية لم تعد مقتصرة على دور المدرسة وحدها، بل هي مسؤولية مشتركة، مشيراً إلى أن الطلاب يحتاجون إلى بيئة داعمة في المنزل تشجعهم على التعلم والإبداع.
التوسع في استخدام التكنولوجيا داخل الفصول
أوضح المتحدث الرسمي أن الوزارة مستمرة في خطتها لزيادة الاعتماد على التكنولوجيا التعليمية، من خلال توفير الأجهزة اللوحية والشاشات الذكية، إلى جانب تطوير منصات رقمية للتعلم عن بعد. وأكد أن هذه الأدوات باتت مكملة للتعليم التقليدي، خاصة بعد التجربة الناجحة التي شهدتها مصر خلال فترة جائحة كورونا.
وأضاف أن الوزارة تعمل على تدريب الطلاب والمعلمين على استخدام هذه المنصات بشكل فعّال، لضمان تحقيق الاستفادة القصوى منها، مع التركيز على تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب في مختلف المحافظات.
ختام: عام دراسي جديد بطموحات كبيرة
في ختام تصريحاته، أكد شادي زلطة أن الوزارة تسعى إلى أن يكون العام الدراسي الجديد أكثر انتظاماً وانضباطاً، مع تحسين جودة التعليم وتوفير بيئة تعليمية متكاملة للطلاب والمعلمين على حد سواء. وأشار إلى أن الوزارة تضع نصب أعينها هدف بناء جيل قادر على مواكبة التحديات، بما يسهم في تحقيق رؤية مصر 2030 في مجال التعليم.