عاجل

بريطانيا تقيل سفيرها لدى واشنطن لتورطه في فضيحة إبستين

سفير بريطانيا بالولايات
سفير بريطانيا بالولايات المتحدة بيتر ماندلسون

أعلنت حكومة بريطانيا، اليوم الخميس، إعفاء سفيرها لدى الولايات المتحدة بيتر ماندلسون، من منصبه، وذلك على خلفية ظهور أدلة جديدة تكشف عن علاقات أعمق من المتوقع بينه وبين رجل الأعمال الأمريكي الراحل جيفري إبستين، المتهم بارتكاب جرائم اتجار جنسي بالقاصرات.

وتأتي هذه الإقالة في توقيت حساس، قبل أيام فقط من زيارة رسمية مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة المتحدة.

وفي بيان رسمي، أوضحت وزارة الخارجية البريطانية أن الرسائل الإلكترونية التي تم الكشف عنها هذا الأسبوع بين السفير ماندلسون وجيفري إبستين تظهر أن طبيعة العلاقة بين الطرفين كانت أوسع وأكثر تعقيدًا مما كان معروفًا عند تعيينه"، حسب ما نقلته وكالة فرانس برس.

وأضاف البيان أن "الحكومة قررت، احترامًا لضحايا جرائم إبستين، إقالة بيتر ماندلسون من منصبه بشكل فوري".

33 ألف وثيقة جديدة تفجر القضية من جديد

جاءت هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه الضغوط على الإدارة الأمريكية، بعد أن كشفت لجنة في مجلس النواب عن أكثر من 33 ألف صفحة من الوثائق المتعلقة بقضية إبستين، كانت قد حصلت عليها من وزارة العدل.

وقد نشرت اللجنة هذه الوثائق دفعة واحدة عبر الإنترنت، من دون ترتيب أو تبويب، ما أثار المزيد من الجدل، خاصة في ظل اتهامات موجهة لإدارة ترامب بالتقاعس عن الشفافية في هذا الملف شديد الحساسية.

وكانت وزارة العدل قد نشرت في وقت سابق من الأسبوع محضر استجواب حديث مع غيلاين ماكسويل، الشريكة السابقة لإبستين، نفت فيه رؤيتها لأي سلوك غير لائق من الرئيس ترامب تجاه أي شخص.

ماكسويل خلف القضبان وترامب في دائرة الاتهام الشعبي

وتقضي البريطانية غيلاين ماكسويل، التي كانت شخصية بارزة في الأوساط الاجتماعية والسياسية، حاليًا عقوبة بالسجن لمدة 20 عامًا، بعد إدانتها باستدراج فتيات قاصرات ليتم استغلالهن جنسيًا من قبل إبستين.

وكان إبستين قد انتحر داخل زنزانته في نيويورك عام 2019، بينما كان ينتظر محاكمته، في واقعة لا تزال تغذي نظريات المؤامرة حتى اليوم، وسط تكهنات بأنه قُتل لمنعه من فضح شخصيات نافذة.

رسائل مثيرة ورسائل دفاعية

في هذا السياق، يواجه ترامب هو الآخر تدقيقًا متزايدًا، خاصة بعد تقارير صحفية أشارت إلى علاقته الشخصية بإبستين. فقد نشرت صحيفة وول ستريت جورنال في يوليو الماضي تقريرًا يفيد بأن اسم ترامب كان ضمن مئات الأسماء التي ظهرت في تحقيقات وزارة العدل حول علاقات إبستين.

كما كشفت الصحيفة أن ترامب كتب في عام 2003 رسالة تحمل إيحاءات جنسية إلى إبستين بمناسبة عيد ميلاده الخمسين، مما دفع الرئيس الجمهوري إلى رفع دعوى تشهير ضد الصحيفة، في محاولة لاحتواء الغضب الشعبي داخل وخارج قاعدته الانتخابية.

صمت رسمي وغضب شعبي

ومع استمرار نشر الوثائق والتسريبات، وازدياد التكهنات بشأن أسماء وشخصيات قد تُذكر لاحقًا، يسود في الأوساط السياسية الأمريكية قلق متزايد من تداعيات هذه الفضيحة، التي باتت تمس مسؤولين سابقين وحاليين على مستوى عالٍ، وتثير تساؤلات حادة حول آليات المحاسبة والشفافية في مثل هذه القضايا.

تم نسخ الرابط