ما حكم تقبيل يد العلماء والصالحين وكبار السن؟.. الإفتاء توضح

أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم تقبيل يد العلماء والصالحين والوالدين وكبار السن، والمشايخ، والأجداد، مؤكدة أن هذا الفعل سُنة مستحبة، جاءت بها السنة النبوية الشريفة، وأقرّها فعل الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
استندت دار الإفتاء إلى قول النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ»، مشيرة إلى أن توقير من يكبر الإنسان سنًّا أو علمًا أو منزلة، هو من مكارم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام، والتي أكدها الرسول الكريم في أحاديث متعددة.
ومن أبرز تلك الأحاديث ما رواه الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ».
أدب نبوي وسُنة تقريرية
أوضحت دار الإفتاء أن تقبيل يد العلماء والصالحين وغيرهم من أصحاب الفضل والمنزلة ليس بدعة أو مخالفة، بل هو من مظاهر التوقير والاحترام المندوبة، التي جاءت بها السنة التقريرية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن الشواهد النبوية:
ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها عن السيدة فاطمة رضي الله عنها، أنها كانت إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قامت إليه، فاستقبلته، وقبّلت يده.
كذلك ما جاء عن وفد عبد القيس، حين قدموا المدينة، فتسابقوا للنزول من رواحلهم لتقبيل يد النبي ورجله.
وأيضًا ما ورد عن الصحابي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: «قَبَّلْنَا يَدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم».
حكم تقبيل يد العلماء عند الفقهاء
أجمعت أقوال العلماء من مختلف المذاهب الفقهية على استحباب تقبيل يد أهل الفضل، سواء كانوا علماء، صالحين، أو أصحاب بر كالأب والأم.
من أقوالهم:
قال الإمام النووي: "يُستحب تقبيل يد الرجل الصالح والزاهد والعالم ونحوهم من أهل الآخرة".
وذكر الإمام ابن مودود الحنفي: "لا بأس بتقبيل يد العالم والسلطان العادل، لأن الصحابة كانوا يفعلون ذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم".
وأكد العلامة العدوي المالكي أن هذا التقبيل جائز بل مندوب إذا كان لمَن تُرجى بركته أو تُطلب إجابته للدعاء.
تقليد صحابة وسُنة نبوية
وختمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن تقبيل يد العلماء والصالحين والوالدين وكبار السن، هو من الآداب الإسلامية الراقية، التي عبّر عنها فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفعل الصحابة من بعده، وأنه سُنةٌ مستحبّةٌ يُثابُ فاعلها إذا كانت بنية التوقير والاحترام لا التذلل أو المبالغة.