عاجل

احذر هدايا المناصب والوظائف.. الإفتاء توضح ضوابط قبول الهدية

شروط قبول الهدايا
شروط قبول الهدايا

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الشريعة الإسلامية شجعت على تبادل الهدايا بين الناس، وعدّتها من مظاهر البرِّ والإحسان، لما فيها من تأليف القلوب وتوثيق أواصر المودة بين الأفراد، مشيرة إلى أن الهدية نوعٌ من العطاء المشروع إذا كان خاليًا من الأغراض الفاسدة أو المقاصد المحرّمة.

وفي بيان نُشر على الموقع الرسمي لدار الإفتاء، أوضحت الدار أن الهدية في الاصطلاح الفقهي هي: "ما يُقصد به إكرام المُهدى إليه وتقديمه له عن محبةٍ أو تعظيم أو امتنان"، مستندةً إلى تعريف الإمام ابن رشد المالكي في كتابه "البيان والتحصيل".

الهدايا من مظاهر الخير والتكافل

وأشارت الدار إلى أن القرآن الكريم حث على العطاء والإنفاق في وجوه البر، ومن ذلك قول الله تعالى: ﴿وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ...﴾ [البقرة: 177]، وقوله سبحانه: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة: 2]، مما يدل على أن تبادل الهدايا والتبرعات هو من الأعمال المستحبة شرعًا، إذا قصد بها وجه الله والتودد إلى الخلق دون أن تكون وسيلةً لأخذ ما لا يحل أو للتأثير في أصحاب القرار.

ماهي ضوابط قبول الهدية؟

وحذَّرت دار الإفتاء من أن الهدية المحمودة شرعًا يجب أن تكون بريئة من المقاصد الدنيوية الفاسدة، مثل السعي لنيل مصلحة شخصية غير مستحقة، أو التأثير في أحكام القضاء، أو تيسير مصالح بغير وجه حق، أو إفساد الذمم؛ لأن هذا النوع من الهدايا يُعدّ من الرِّشوة المحرمة شرعًا.

واستشهدت الدار بما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين بعث عاملًا لجمع الصدقات، فادعى أن ما أُهدي إليه خاص به، فقال صلى الله عليه وآله وسلم منكرًا ذلك:
«ما بالُ العامل نبعثه فيقول: هذا لكم وهذا أُهدي إليّ؟ فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر هل يُهدى له أم لا؟»، متفق عليه.

ضوابط قبول الهدايا
ضوابط قبول الهدايا

متى تعتبر الهدية رشوة؟

وبيَّنت دار الإفتاء أن الحديث الشريف يدل بوضوح على أن الهدايا التي تُهدى لأصحاب المناصب والوظائف العامة بسبب مناصبهم هي من قبيل الغلول، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اعتبرها خيانة للأمانة.

ونقلت الدار قول الإمام النووي: "هدايا العُمَّال حرام وغلول، لأنه خان في ولايته وأمانته"، موضحةً أن الهدايا تُصبح محظورة عندما تكون مقرونة بمصلحة مرتبطة بالوظيفة أو المنصب.

كما أوردت ما قاله الحافظ ابن حجر العسقلاني بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وضّح أن السبب في تقديم الهدية للعامل كان منصبه، لا شخصه، ولولا هذه الولاية لما أُهدي له شيء، وهذا ما يجعل قبولها في هذا السياق محرمًا شرعًا.

واختتمت دار الإفتاء بيانها بتوضيح أن قبول الهدية في الإسلام مشروع ومستحب إذا كان صادرًا عن محبة ومودة، وخاليًا من الأغراض الدنيوية أو التأثيرات السلبية، أما إذا اقترنت الهدية بسلطة أو وظيفة أو منفعة مشبوهة، فإنها تدخل في باب الرشوة المحرمة، والغُلول المجرّم شرعًا.

وأوصت الدار بالتحري في تقديم الهدايا وقبولها، والرجوع إلى النية، والنظر في السياق الذي جاءت فيه، مؤكدة أن المعيار الأساس في قبول الهدية هو نزاهة القصد ونظافة اليد.

تم نسخ الرابط