اعترافات المتهمة بقتل زوجها وأطفاله الستة في المنيا: محمد كان الضحية الأولى

تواصل «نيوز رووم» نشر نص التحقيقات الكاملة مع المتهمة هاجر أ.ع، التي اعترفت أمام النيابة بتفاصيل جريمتها المروعة بقتل زوجها وأطفاله الستة باستخدام مبيد زراعي في قرية دلجا بمركز دير مواس بمحافظة المنيا، وكشفت التحقيقات أن دافع الجريمة كان الغيرة بعد أن قرر الزوج إعادة زوجته الأولى إلى عصمته، ما أشعل خلافات متراكمة انتهت بمأساة هزت الرأي العام.
بداية الخطة وربع رغيف مسموم
بحسب أقوال المتهمة، فإن بداية الجريمة تعود إلى يوم الأحد 6 يوليو 2025، حين حضر زوجها ناصر محمد علي برفقة نجله محمد إلى منزلها، وطلب منها تجهيز الطعام، وأعدت المتهمة وجبة بامية وقدمت لمحمد ربع رغيف خبز شمسي كانت قد دسّت بداخله نقاطًا من محلول وضِع في عبوة مبيد زراعي عثرت عليها فوق سطح المنزل، وأوضحت أنها لم تكن تقصد القتل مباشرة، بل أرادت إحداث مشكلة بين زوجها وزوجته الأولى.
أعراض المرض الأولى على الطفل
وتابعت المتهمة أن الطفل محمد ظهرت عليه أعراض التعب بعد يومين، حيث أصيب بارتفاع في درجة الحرارة، وهو ما علمت به من خلال اتصال والد زوجها بزوجها أثناء تواجدهما معًا عند طبيب النساء، وأشارت إلى أن الزوج اعتقد أن الأمر مجرد نزلة برد عادية، ولم يدرك أن وراءها جريمة مدبرة.
9 أرغفة مسمومة وتوزيع قاتل
وفي يوم الخميس 10 يوليو 2025، واصلت المتهمة تنفيذ خطتها حين قامت بخبز تسعة أرغفة من الخبز الشمسي، وأثناء عملية الخَبز وضعت المبيد الزراعي في أربعة أرغفة، بعدما أحدثت ثقبًا صغيرًا في العجين وملأته بسائل العبوة، وبعد تمام الخبز، سلمت المتهمة العيش المسموم إلى طفلة صغيرة تُدعى رحمة لتوصيله إلى والدتها، بينما أعطتها لاحقًا رغيفين آخرين لجد الزوج وجدته، وأكدت المتهمة أنها لم تستهدف سوى إحداث ضرر صحي يؤدي إلى خلافات داخل الأسرة.
محاولة التخلص من الأدلة
بحسب اعترافاتها، سارعت المتهمة بعد وقوع الحادثة إلى التخلص من الأدلة، حيث ملأت العبوة الفارغة بالماء ورجتها ثم ألقتها في مقلب قمامة قريب من المنزل لإخفاء أي أثر قد يقود إليها، وأشارت إلى أن العبوة كانت بلاستيكية بيضاء صغيرة الحجم، بغطاء أزرق ومكتوب عليها بالإنجليزية، وكان زوجها قد استخدمها سابقًا في عمله كتاجر طماطم يتعامل مع المبيدات الزراعية.
تفاصيل فنية حول المبيد واستخدامه
أوضحت المتهمة أن زوجها كان يحتفظ بالمبيدات عند مدخل المنزل فور عودته مساءً، وأنها لم تكن على دراية كاملة بطبيعة هذه المواد سوى أنها «مبيدات زراعية»، وأضافت أن العبوة التي استعملتها كانت موجودة داخل جرادل على سطح المنزل، وأنها نزلت بها قبل يوم واحد من ارتكاب الجريمة، بحجة غسل الأدوات.
وخلال استجوابها، اعترفت هاجر بأن دافعها الأساسي كان الغيرة من إعادة الزوج زوجته الأولى إلى عصمته، وتقسيم وقته بينهما، حيث كان يقضي أسبوعًا لديها وآخر عند أم هاشم، وأكدت أنها لم تكن تنوي قتل الأطفال أو الزوج بشكل مباشر، بل فقط إحداث أزمة بين الزوجتين قد تدفعه إلى التخلي عن زوجته الأولى، لكن ما وقع في النهاية كان مأساويًا، وأسفر عن فقدان الأسرة كاملة في واقعة هزّت المنيا ومصر كلها.