محلل سياسي: ترامب منح نتنياهو الضوء الأخضر لتنفيذ مشروعه التوسعي

أوضح محسن أبو رمضان، المحلل السياسي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يتحرك فقط بدافع الحفاظ على مكتسباته الشخصية أو السياسية، وإنما يقود مشروعًا أيديولوجيًا خطيرًا يستهدف محو الشعب الفلسطيني من الوجود، ضمن رؤية توسعية تهدف إلى إقامة ما يُعرف بـ"إسرائيل الكبرى".
80% من الإسرائيليين يرغبون في إنهاء الحرب
وأشار محسن في مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية إلى أن الحديث المتصاعد في الإعلام الإسرائيلي عن أن نحو 80% من الإسرائيليين يرغبون في إنهاء الحرب، لا يعني بالضرورة أن نتنياهو سيستجيب لهذه الضغوط، لأنه يؤمن، وفق تعبيره، بـ"مهمة روحانية وتاريخية" تتعلق بإحلال المستوطنين محل الفلسطينيين.
ونوه المحلل السياسي إلى أن نتنياهو، وبخلاف ما يظنه البعض، أكثر تطرفًا وخطورة من رموز اليمين المتطرف كسموتريتش وبن غفير، لأنه يمتلك مشروعًا واضحًا يبدأ من غزة، ويمتد لاحقًا إلى الضفة الغربية، في إطار مخطط متكامل لإزالة الفلسطينيين من الخارطة الجغرافية والديموغرافية.
وأضاف أن استمرار نتنياهو في الحرب، رغم الفشل العسكري والسياسي، نابع من اقتناع شخصي بدوره التاريخي في تأسيس كيان توسعي جديد، وليس فقط لحماية نفسه من المحاسبة القانونية في قضايا الفساد أو إخفاقات 7 أكتوبر.
للعدوان أبعادًا اقتصادية.. وترامب هو العنصر الحاسم
وأكد أبو رمضان أن لنتنياهو أيضًا دوافع اقتصادية واضحة، خاصة فيما يتعلق بثروات قطاع غزة، موضحًا أن المنطقة الساحلية تحوي احتياطيات ضخمة من الغاز، تقدر، بحسب بعض التقارير، بأكثر من 18 مليار دولار، إضافةً إلى فرص الاستثمار السياحي الكبرى في الشريط الساحلي للقطاع.
وفي سياق متصل، اعتبر محسن أن العنصر الحاسم القادر على التأثير في قرارات نتنياهو هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي منحه الضوء الأخضر للمضي في مشروعه، في ظل وجود "ثقافة مشتركة" قائمة على عقيدة التطهير العرقي، كما حدث تاريخيًا في الولايات المتحدة ضد السكان الأصليين، وفي دول استعمارية أخرى مثل أستراليا ونيوزيلندا.
من جانبه، قالت دانا أبو شمسية، مراسلة قناة القاهرة الإخبارية، من القدس المحتلة إن الشارع الإسرائيلي يشهد تصعيدًا غير مسبوق في الاحتجاجات، موضحة أن هذا الوضع يعتبر اشتعال فعلي للميدان، في ظل تحركات موسعة تقودها عائلات المحتجزين في غزة.
احتجاجات بالشارع الإسرائيلي
وأوضحت أبو شمسية، خلال رسالة على الهواء، أن هذه الاحتجاجات تختلف من حيث الحجم والشدة عن تلك التي شهدها الداخل في الشارع الإسرائيلي في بدايات أحداث 7 أكتوبر، مشيرة إلى أن الحراك حاليًا يمتد على مدار ثلاثة أيام متواصلة، وليس فقط في يوم السبت كما كان معتادا سابقا.