وسيم السيسي يكشف مخاطر مشروع «المليار الذهبي» وتأثير الجماعات اليهودية العالمي

 أوضح الدكتور وسيم السيسي، عالم المصريات، أن كتاب "من يجرؤ على الكلام" للسيناتور الأمريكي بول فندلي تناول بشكل صريح تأثير الجماعات اليهودية في مراكز القرار والاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أنهم يسيطرون على قطاعات حيوية ولديهم القدرة على إقراض الدول الكبرى.

مشروع "المليار الذهبي" قائم على تصفية بشرية واسعة

نوه السيسي  خلال لقائه عبر برنامج الساعة 6، على قناة الحياة، مع الإعلامية عزة مصطفى، إلى أن فكرة "المليار الذهبي" تقوم على تقليص عدد سكان العالم إلى مليار فقط، عبر سيناريوهات كارثية أبرزها اندلاع حرب نووية شاملة، يتم بعدها إعادة تشكيل النظام العالمي وفق مصالح القوى الكبرى.

ملاذات تحت الأرض في سويسرا وكاليفورنيا

 وأشار إلى أن من يقفون وراء هذا المشروع يعتمدون على الهجرة إلى مناطق آمنة تحت الأرض، مثل المنشآت المحصنة في سويسرا وكاليفورنيا، والتي تم تجهيزها لتحمل آثار التبريد النووي بعد انتهاء الحرب، مؤكداً أن هذه الخطط تُعد في الخفاء وتنتظر لحظة التنفيذ.

أكد السيسي أن تجاهل هذه المخططات قد يؤدي إلى كوارث إنسانية غير مسبوقة، مشدداً على ضرورة الوعي الشعبي والسياسي بما يُحاك في الكواليس، خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة.

وأضاف:"الغالبية العظمى من سكان إسرائيل لا ينتمون إلى أصول شرقية، بل هم من أصول أوروبية، تجمعهم الديانة اليهودية فقط، وليس الانتماء العرقي أو الجغرافي للمنطقة.

الهوية الإسرائيلية الحديثة نتاج هجرة منظمة

أشار السيسي إلى أن ما يُعرف اليوم بالهوية الإسرائيلية هو نتاج مشروع سياسي وهجرة منظمة من دول أوروبا، بدأت منذ أواخر القرن التاسع عشر، وتبلورت مع تأسيس دولة إسرائيل عام 1948.

 ونوه إلى أن الديانة اليهودية كانت العامل الوحيد الذي جمع هؤلاء المهاجرين، دون أن يكون لهم امتداد تاريخي حقيقي في أرض فلسطين، وهو ما يثير تساؤلات حول شرعية الادعاءات التاريخية التي تُستخدم لتبرير السياسات الاستيطانية والعدوانية.

ضرورة التمييز بين الدين والهوية القومية

وأكد السيسي أن الخلط بين الانتماء الديني والهوية القومية يُعد أحد أخطر أدوات التضليل السياسي، مشدداً على أهمية التفرقة بين اليهودية كديانة وبين المشروع الصهيوني كحركة سياسية ذات أهداف توسعية.

وأوضح أن الشعب الإسرائيلي مر بفترات اضطهاد تاريخية، لكنه أشار إلى أن ما يقوم به حالياً في قطاع غزة من عمليات عسكرية وانتهاكات إنسانية، سيؤدي إلى ترسيخ كراهية الفلسطينيين لهم عبر الأجيال، ويزيد من تعقيد المشهد التاريخي والسياسي في المنطقة.

مؤتمر بازل وبداية المشروع الصهيوني

و أشار السيسي إلى أن أول مؤتمر لليهود عُقد في مدينة بازل السويسرية عام 1897، حيث طالب تيودور هرتزل بإنشاء وطن قومي لليهود، وهو ما مثّل نقطة انطلاق للمشروع الصهيوني الحديث، مضيفا أن هرتزل بدأ سلسلة من اللقاءات السياسية والدبلوماسية لتحقيق هذا الهدف.

محاولات هرتزل لإقناع القوى الكبرى

 نوه إلى أن هرتزل عرض على السلطان العثماني عبد الحميد الثاني فكرة إنشاء دولة يهودية في فلسطين مقابل تطوير الأسطول العثماني، وتقديم خدمات أخرى، إلا أن السلطان رفض العرض، كما حاول هرتزل تقديم عروض مماثلة لبريطانيا، وهو ما مهد لاحقاً لما يُعرف بوعد بلفور عام 1917، الذي مثّل تحولاً كبيراً في مسار القضية الفلسطينية.

التاريخ يعيد نفسه في ظل التصعيد الحالي

وأكد السيسي أن ما يجري اليوم في قطاع غزة يعيد فتح ملفات تاريخية حساسة، ويكشف عن امتداد سياسي وفكري لمشروع قديم، لا يزال يلقي بظلاله على الواقع الفلسطيني، مشدداً على أن الحل لا يمكن أن يكون عسكرياً، بل يجب أن يُبنى على العدالة والاعتراف بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.