بعد 4 سنوات صبر.. زوجة تطلب الخلع: سافر وراجع بواحدة تانية

داخل أروقة محكمة الأسرة بالقليوبية، جلست سيدة في العقد الثالث من عمرها، ملامحها مرهقة وعيونها تحمل حزنا عميقا، وقدمت دعوى خلع ضد زوجها الذي تركها وحدها تتحمل أعباء الحياة طوال أربع سنوات، ثم عاد إليها متزوج من أخرى، لتجد نفسها ضحية صبرها وتضحياتها.
زوجه تطلب الخلع
قالت الزوجة في دعواها إنها تزوجت منذ أكثر من عشر سنوات، وعاشت حياة مستقرة في بدايتها، رزقت خلالها بطفلين كانوا كل ما تملك في هذه الدنيا، وبعد سنوات قليلة قرر زوجها السفر إلى الخارج لتحسين دخله، ووعدها بأنه سيعود سريعا ليستقر بجانب أسرته، لكنها لم تكن تدري أن سنوات الانتظار ستنقلب إلى كابوس طويل.
وأوضحت الزوجة أنها تحملت مسؤولية المنزل كاملة، فهي من كانت تدير شؤون الأبناء وتلبي احتياجاتهم، وتواجه وحدها أعباء الحياة اليومية دون سند أو عون، ومع مرور الوقت اعتادت على غيابه، متمسكة بالأمل أن يعود إليها لتجني ثمار صبرها.
لكن المفاجأة القاسية كانت حينما عاد الزوج بعد 4 سنوات من الغياب، لا ليعوضها عن سنوات التعب، بل ليعلن أنه تزوج من أخرى أثناء سفره، و تقول الزوجة أمام المحكمة: استنيته سنين وأنا شايلة البيت لوحدي، وهو رجع يكسرني ويجرحني، بدل ما يكون سند ليا ويعوضني سنين صبري.
وأكدت أنها حاولت مناقشته في الأمر، لكنه تجاهل مشاعرها تماما واعتبر زواجه أمر طبيعي، بل طلب منها أن تتقبل الواقع باعتباره حق شرعي، إلا أنها شعرت أن كرامتها قد أهدرت، وأن حياتها معه لم تعد تحتمل بعد أن فقدت المودة والرحمة.
وأضافت في دعواها: مفيش ست تقدر تكمل مع راجل باعها بسهولة كده، أنا اللي استحملت الغربة والتعب والمسؤولية، وفي الآخر لقيت نفسي مرفوضة.
وأوضحت أنها لم تطلب الطلاق خوفا من ضياع حقوقها، لكنها رأت أن الخلع هو الحل الوحيد لإنهاء معاناتها واستعادة كرامتها، خاصة بعدما فقدت الثقة في زوج لم يقدر تضحياتها.
ومن المقرر أن تنظر المحكمة القضية خلال الأسابيع المقبلة، تمهيدا لإصدار الحكم، في واحدة من القضايا التي توضح معاناة نساء كثيرة يجدوا أنفسهم بين مسؤولية ثقيلة تلقي بهم إلى خيانة غير متوقعة من الزوج .