طارق فهمي: الحل العسكري في غزة مؤقت ولا يعكس قوة حقيقية لإسرائيل

قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن العلاقات المصرية بدول مثل السعودية، والإمارات، والأردن، وكذلك الجزائر، تسير في إطار جيد، حيث تهدف العلاقات إلى تعزيز التعاون المشترك، والعلاقات الثنائية، بما في ذلك مناقشة إعادة إعمار غزة في اليوم التالي للحرب.
إعادة إعمار غزة يتطلب تنسيق عربي مشترك
وأشار خلال لقائه مع الإعلامي محمد شردي، عبر برنامج الحياة اليوم، على قناة الحياة، إلى أن إعادة إعمار غزة يتطلب تنسيق عربي مشترك من أجل محاولة توفير أفضل سبل العيش للفلسطينيين.
وأكد، أن إسرائيل لن تتمكن من حسم ملف غزة كما تتصور، مشيرًا إلى أن التعيينات الأخيرة في الجيش الإسرائيلي والتغييرات القيادية لا تعكس أي قوة عسكرية حقيقية، بل هي محاولة لتحقيق مجد مؤقت على حساب القطاع الفلسطيني.
وأوضح "فهمي" أن إسرائيل تعتمد على النزعة العسكرية بسبب غياب الخبرة الاستراتيجية والنجاح العسكري الحقيقي، مؤكّدًا أن أي مواجهة مع غزة لن تكون سهلة نظرًا لتعقيد البيئة الحضرية والصعوبات العسكرية داخل المدينة، إضافة إلى التحديات الاستراتيجية المرتبطة بالاستجابة للفصائل الفلسطينية المختلفة.
التحديات العسكرية في غزة
وأشار إلى أن التقديرات الإسرائيلية نفسها تؤكد فشل السياسات السابقة في غزة، سواء عبر المطارات أو المؤسسات الإنسانية أو محاولات التفكيك الأمني، مضيفًا أن السياسات الخاطئة المتكررة تعكس عدم قدرة إسرائيل على التعامل مع الواقع المعقد داخل القطاع.
وأكد "فهمي" أن الدخول العسكري إلى مدينة غزة يمثل تحديًا استراتيجيًا ضخمًا، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبات في السيطرة على الأحياء المكتظة، مثل الشجاعية والتفاح والزيتون، وهو ما يجعل أي حل عسكري شامل بعيد المنال.
الاعتماد على الحل العسكري
وأوضح أن القيادة الإسرائيلية ترى الحل العسكري كخيار مؤقت قبل الحل السياسي، مشيرًا إلى أن استدعاء الاحتياطي الإسرائيلي بالكامل بداية من سبتمبر سيؤثر على القوة العاملة في القطاع المدني ويزيد من التكاليف البشرية والمالية.
الاستنتاج والتحليل الاستراتيجي
ختم طارق فهمي تحليله بالتأكيد على أن إسرائيل لم تحقق أي مجد عسكري حقيقي في غزة، وأن الحلول العسكرية وحدها لن تحسم الملف، بل ستظل القيادة الإسرائيلية مضطرة للاعتماد على السياسة والدبلوماسية والوساطة الدولية لإدارة الأزمة.
وشدد طارق فهمي على أن أي تقييم للقدرة الإسرائيلية يجب أن يأخذ في الاعتبار تعقيد البيئة الحضرية، المخاطر الاستراتيجية، الدور العربي، وانقسام الرأي العام الإسرائيلي، مؤكدًا أن السيطرة الكاملة على غزة أمر مستحيل في الوقت الحالي دون تكلفة سياسية وإنسانية هائلة.