عاجل

طارق فهمي: إسرائيل لن تحسم ملف غزة عسكريًا.. والحل في السياسة والدبلوماسية

الدكتور طارق فهمي
الدكتور طارق فهمي

أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، أن إسرائيل لن تتمكن من حسم ملف غزة كما تتصور، مشيرًا إلى أن التعيينات الأخيرة في الجيش الإسرائيلي والتغييرات القيادية لا تعكس أي قوة عسكرية حقيقية، بل هي محاولة لتحقيق مجد مؤقت على حساب القطاع الفلسطيني.

جاءت تصريحاته خلال لقاءه في برنامج مساء جديد على قناة المحور الفضائية، حيث تناول التحركات العسكرية الإسرائيلية والاستراتيجيات السياسية المتبعة في القطاع.

وأوضح "فهمي" أن إسرائيل تعتمد على النزعة العسكرية بسبب غياب الخبرة الاستراتيجية والنجاح العسكري الحقيقي، مؤكّدًا أن أي مواجهة مع غزة لن تكون سهلة نظرًا لتعقيد البيئة الحضرية والصعوبات العسكرية داخل المدينة، إضافة إلى التحديات الاستراتيجية المرتبطة بالاستجابة للفصائل الفلسطينية المختلفة.

التحديات العسكرية في غزة

وأشار إلى أن التقديرات الإسرائيلية نفسها تؤكد فشل السياسات السابقة في غزة، سواء عبر المطارات أو المؤسسات الإنسانية أو محاولات التفكيك الأمني، مضيفًا أن السياسات الخاطئة المتكررة تعكس عدم قدرة إسرائيل على التعامل مع الواقع المعقد داخل القطاع.

وأكد "فهمي" أن الدخول العسكري إلى مدينة غزة يمثل تحديًا استراتيجيًا ضخمًا، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبات في السيطرة على الأحياء المكتظة، مثل الشجاعية والتفاح والزيتون، وهو ما يجعل أي حل عسكري شامل بعيد المنال.

الاعتماد على الحل العسكري 

وأوضح أن القيادة الإسرائيلية ترى الحل العسكري كخيار مؤقت قبل الحل السياسي، مشيرًا إلى أن استدعاء الاحتياطي الإسرائيلي بالكامل بداية من سبتمبر سيؤثر على القوة العاملة في القطاع المدني ويزيد من التكاليف البشرية والمالية.

وأضاف أن أي محاولة لإعادة السيطرة على غزة تواجه مخاطر سياسية كبيرة، بما في ذلك احتمال اختطاف مزيد من الجنود الإسرائيليين، ما يزيد من الضغوط الداخلية على القيادة العسكرية ويحد من قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها الاستراتيجية.

دور الإدارة العربية والدولية

وتطرق طارق فهمي إلى أهمية الدور العربي في الملف الفلسطيني، مشيرًا إلى أن مصر وقطر والإمارات وربما السعودية والأردن يمكن أن يكون لهم دور رئيسي في إدارة التفاوض والسيطرة على الموقف السياسي، بهدف تقليل التوترات وإيجاد حلول وسط بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.

مشيرا إلى أن أي خطوات عسكرية أحادية الجانب ستواجه مقاومة دولية قوية، وأن المرحلة الانتقالية بعد أي تقدم عسكري ستستمر لفترة طويلة، تتراوح بين ستة أشهر وسنة، وهو ما يتطلب ذكاءً دبلوماسيًا وإدارة دقيقة للأزمات.

موقف حركة حماس 

أكد طارق فهمي أن حماس جزء من المكون الفلسطيني الأساسي، وأن أي نزع للسلاح أو حل أحادي الجانب غير قابل للتطبيق، مشيرًا إلى أن الفصائل الفلسطينية تسعى إلى الاعتراف الدولي وضمان مصالحها، بما في ذلك الحفاظ على قوتها السياسية والعسكرية ضمن القطاع.

وأشار إلى أن الوساطة الأمريكية، عبر مبعوث الرهائن آدم بولر، أظهرت أن عناصر حماس تتعامل بمرونة وتحاور بشكل منطقي، وهو ما يعكس ضرورة وجود مقاربة شاملة تشمل الجانب السياسي والإنساني، وليس التركيز فقط على الحل العسكري.

<strong>الإعلامي يوسف الحسيني</strong>
الإعلامي يوسف الحسيني

الاستنتاج والتحليل الاستراتيجي

ختم طارق فهمي تحليله بالتأكيد على أن إسرائيل لم تحقق أي مجد عسكري حقيقي في غزة، وأن الحلول العسكرية وحدها لن تحسم الملف، بل ستظل القيادة الإسرائيلية مضطرة للاعتماد على السياسة والدبلوماسية والوساطة الدولية لإدارة الأزمة.

وشدد طارق فهمي على أن أي تقييم للقدرة الإسرائيلية يجب أن يأخذ في الاعتبار تعقيد البيئة الحضرية، المخاطر الاستراتيجية، الدور العربي، وانقسام الرأي العام الإسرائيلي، مؤكدًا أن السيطرة الكاملة على غزة أمر مستحيل في الوقت الحالي دون تكلفة سياسية وإنسانية هائلة.

تم نسخ الرابط