عاجل

الصحة العالمية: إعلان غزة منطقة مجاعة لحظة حزينة تكشف حجم الكارثة الإنسانية

غزة
غزة

كشف كريستيان ليندماير، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، أن إعلان الأمم المتحدة غزة منطقة مجاعة يمثل لحظة حزينة للغاية، ويعكس حجم الأزمة الإنسانية التي تعصف بالقطاع بعد 22 شهرًا من التحذيرات المستمرة من قبل منظمات الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي. 

حجم الأزمة الإنسانية

وأوضح كريستيان ليندماير، في تصريحاته لقناة القاهرة الإخبارية، أن هذا التصنيف يضع غزة في أخطر مراحل الأزمة الإنسانية، حيث يفتقر السكان إلى الغذاء والمياه الصالحة للشرب والأدوية الأساسية الضرورية للحياة اليومية.

وأشار كريستيان ليندماير إلى أن مناطق مثل دير البلح وخان يونس تشهد أسوأ الأوضاع، حيث لا تكفي الإمدادات المتاحة لتغطية الاحتياجات الأساسية للمدنيين، ما يزيد من معاناة الأطفال وكبار السن والمرضى، مؤكداً أن هذا الوضع يعكس هشاشة النظام الصحي والغذائي في القطاع بعد سنوات من الحصار والصراعات المتكررة.

فشل المجتمع الدولي 

وأضاف كريستيان ليندماير أن اللحظة الراهنة تكشف عن فشل المجتمع الدولي في الاستجابة في الوقت المناسب، بالرغم من التحذيرات المتكررة منذ أشهر حول الانهيار الحاد في القطاع الغذائي والطبي، فضًلا عن أن الأمم المتحدة ومنظمات الصحة العالمية طالبت بتحرك عاجل لتوفير المساعدات اللازمة، إلا أن الإجراءات كانت محدودة ولم تمنع وصول الأزمة إلى مرحلة المجاعة، مما يمثل إنذاراً كارثياً على المستويين الإنساني والسياسي.

وأكد كريستيان ليندماير أن التأخر في التحرك أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث أصبح التجويع المنهجي جزءًا من الواقع اليومي لسكان القطاع، ما يشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان الأساسية، ويستدعي تدخلًا عاجلاً من جميع الأطراف الدولية المعنية.

التجويع أداة للضغط وتأثيراته 

وشدد كريستيان ليندماير على أن التجويع المنهجي منذ بداية العدوان على القطاع أدى إلى تفاقم الأزمة بشكل كبير، مؤكداً أن الأطفال والمسنين والفئات الأكثر ضعفًا هم الأكثر تضرراً، موضحًا أن نقص الغذاء والمياه الصالحة للشرب والأدوية الأساسية لا يقتصر على تأثيره الصحي المباشر، بل يمتد إلى تفاقم الأزمات النفسية والاجتماعية للسكان، ما يزيد من الضغط على الأسر ويهدد استقرار المجتمع المحلي.

وأشار كريستيان ليندماير إلى أن إدراك العالم لحجم الأزمة الآن قد يؤدي إلى تحرك دولي فعال لإنقاذ المدنيين، مشدداً على أن الوقت تأخر، وأن المجاعة بدأت تؤثر بالفعل على حياة آلاف السكان، الأمر الذي يستلزم جهودًا عاجلة لتقديم الغذاء والمساعدات الطبية وفتح الممرات الإنسانية دون قيود.

دعوة لتحرك دولي فعال

وأكد كريستيان ليندماير أن المجتمع الدولي مدعو اليوم إلى اتخاذ خطوات عاجلة وفورية، تشمل زيادة كميات المساعدات الإنسانية، وفتح المعابر المؤدية إلى القطاع، وضمان إيصال الإمدادات الغذائية والطبية بشكل منتظم، لمنع تفاقم الأزمة وانتشار المجاعة بين السكان، مردفًا أن مثل هذه الخطوات يجب أن تكون مدعومة بضغط دولي فعال على الاحتلال الإسرائيلي لتمكين وصول المساعدات دون عوائق، مع مراقبة تطبيقها على الأرض لضمان حماية المدنيين.

وأشار كريستيان ليندماير إلى أن تجاهل هذا الوضع سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، وأن مسؤولية المجتمع الدولي تضاعفت الآن بعد إعلان الأمم المتحدة حالة المجاعة رسمياً، داعيًا جميع المنظمات الإنسانية والحكومات إلى التحرك بشكل عاجل لإنقاذ أرواح المدنيين في غزة.

<strong>كريستيان ليندماير</strong>
كريستيان ليندماير

غزة بين حياة وأمل

وختم كريستيان ليندماير حديثه بالتأكيد على أن الوضع في غزة مأساوي ويحتاج إلى تدخل عاجل، محذراً من استمرار سياسة التجويع التي تمارس بحق السكان منذ بداية العدوان، مشدداً على أن أي تأخير إضافي يعني اتساع دائرة الجوع والموت بين المدنيين، مشددً على أن الأزمة الحالية تمثل اختبارًا أخلاقيًا وسياسيًا للمجتمع الدولي، وأن التحرك الآن هو السبيل الوحيد لإنقاذ آلاف الأرواح وتخفيف المعاناة المستمرة في القطاع.

تم نسخ الرابط