عاجل

لأول مرة.. "الأعلى للشئون الإسلامية" ينظم دورة تدريبية للأطفال في الخط العربي

الخط العربي
الخط العربي

في خطوة تعكس حرص الدولة على تعزيز الهوية الثقافية وتنمية مهارات النشء، أعلن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية عن تنظيم أول دورة تدريبية متخصصة للأطفال في فن الخط العربي، وذلك بالتعاون مع المركز القومي لثقافة الطفل.

 التراث الثقافي والحضاري الإسلامي

تُقام الدورة تحت رعاية الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وتهدف إلى صقل مواهب الأطفال وتطوير قدراتهم الفنية والإبداعية، من خلال تدريبهم على قواعد وجماليات الخط العربي باعتباره أحد أبرز عناصر التراث الثقافي والحضاري الإسلامي.

تعزيز الانتماء الثقافي

ويشرف على تنفيذ الدورة الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الذي أكد أن هذه المبادرة تأتي في إطار خطة متكاملة لنشر الوعي الجمالي وتعزيز الانتماء الثقافي لدى الأجيال الجديدة، مشيرًا إلى أن فن الخط العربي ليس مجرد مهارة كتابية، بل هو وسيلة للتعبير عن الهوية والتذوق الفني.

وأضاف أن التعاون مع المركز القومي لثقافة الطفل يعكس تكامل الجهود بين المؤسسات الثقافية والدينية في خدمة الطفل المصري، وإعداده فكريًا وفنيًا ليكون قادرًا على التواصل مع تراثه وتاريخه بلغة فنية راقية.

ومن المقرر أن تشمل الدورة برامج تدريبية عملية، وورش عمل يشرف عليها نخبة من أساتذة وفناني الخط العربي المتخصصين، بالإضافة إلى أنشطة تفاعلية تهدف إلى تحفيز الإبداع وتنمية روح التذوق الفني لدى الأطفال المشاركين.

يُذكر أن هذه الدورة تأتي في سياق جهود وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية لدعم الثقافة الدينية والفنية، وتفعيل دور الفنون الإسلامية في بناء الوعي وتشكيل الشخصية الوطنية للأطفال.

 أرقى الفنون الإسلامية وأهمها

يُعد الخط العربي من أرقى الفنون الإسلامية وأهمها، حيث يجمع بين الجمال الفني والدقة التعبيرية، ويُستخدم منذ قرون كوسيلة رئيسية لتوثيق المعارف ونقل العلوم، خاصة في كتابة المصحف الشريف والنصوص الدينية والأدبية. وقد تطور هذا الفن الراقي على يد الخطاطين المسلمين ليشمل عدة أنواع وأساليب، من أبرزها: النسخ، والرقعة، والثلث، والديواني، والكوفي، والفارسي، ولكل منها طابعه الفني ومجاله الخاص في الاستخدام.

 التداخل الفني والإبداعي

ويمتاز الخط العربي بمرونته الفائقة، وقدرته على التداخل الفني والإبداعي، مما جعله مادة خصبة لأعمال الزخرفة والتصميم، سواء في المعمار أو الفنون التشكيلية أو التصميم المعاصر. كما يُعد رمزًا للهوية الثقافية الإسلامية والعربية، وأحد أهم عناصر التراث غير المادي الذي تسعى المؤسسات الثقافية للحفاظ عليه وتوريثه للأجيال الجديدة.

وقد حظي الخط العربي باعتراف عالمي عندما أُدرج ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية من قبل منظمة اليونسكو، تأكيدًا لقيمته الفنية والتاريخية، ولدوره في تعزيز الحوار الثقافي والتفاهم بين الشعوب.

ويهدف تعليم الخط العربي للأطفال إلى ربطهم بجذورهم الثقافية، وتنمية مهاراتهم اليدوية والفكرية، وتعزيز تذوقهم الفني منذ سن مبكرة، بما يساهم في بناء شخصية متوازنة ومبدعة.

تم نسخ الرابط