كيف أتصرف في المصاحف القديمة الممزقة؟.. الحرق أم الإلقاء في البحر؟

أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي في كيفية التصرف في المصاحف القديمة أو التالفة التي لم يعد ينتفع بها بسبب تمزق أوراقها أو قدمها أو عدم القدرة على قراءتها. وأكدت الفتوى أن الواجب على المسلمين هو صيانة كتاب الله عز وجل من كل ما يعرضه للمهانة أو الضياع.
مكانة القرآن الكريم ووجوب صيانته
أكدت الفتوى أن القرآن الكريم كلام الله تعالى الذي نزل به الروح الأمين على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وتلقته الأمة جيلًا بعد جيل بالحفظ والتلاوة والعمل. وقد وصفه الله سبحانه بقوله: ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ۞ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ۞ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: 77-79].
وشددت دار الإفتاء على ضرورة احترام المصحف وعدم تعريضه للإهانة أو العبث، وأن ذلك من أعظم الواجبات الشرعية.
طرق حفظ المصاحف القديمة
أوضحت الفتوى أنه عند تلف بعض المصاحف أو قدمها، ينبغي أولًا أن يجمعها المسلم ويضعها في حرز ساتر مثل جلد أو قماش سميك، ثم يحفظها في مكان آمن يمنع تطاير أوراقها. كما يمكن إرسالها إلى جهات مختصة مثل دور الوثائق التي تحفظها من الضياع.

كيف أتصرف في المصاحف القديمة الممزقة؟
ذكرت دار الإفتاء أن من الوسائل المشروعة أيضًا إلقاء المصحف القديم في البحر أو النهر، حيث يزول أثر الكتابة سريعًا وتتحول الأوراق إلى أوراق عادية لا تحمل شيئًا من القرآن الكريم، وهو ما يحقق صيانة حرمة كتاب الله.
حكم حرق المصحف عند الضرورة
أكدت الفتوى أنه إذا لم تتوافر أي من الوسائل السابقة، كالحفظ في مكان مناسب أو الإلقاء في الماء، ولم يمكن الانتفاع بالمصحف بأي صورة، فلا مانع من حرق أوراق المصحف صيانة له من الامتهان. واستشهدت بفتاوى الإمام عبد الحليم محمود الذي نص على جواز ذلك عند الضرورة، محذرًا من أن امتهان المصحف من الكبائر التي جلبت العقوبة على من استهان بحرمة كلام الله.
الخلاصة
خلصت دار الإفتاء إلى أن الأصل هو حفظ المصحف وصيانته بكافة الطرق الممكنة، وإذا تعذر ذلك جاز إلقاؤه في الماء أو إحراقه عند الضرورة، مع التأكيد على أن هذا لا يعد امتهانًا، بل صيانة لحرمة القرآن الكريم ومنعًا لتعرضه للإهانة.