عاجل

طعن في الدين.. دار الإفتاء توضح حكم التطاول على الصحابة الكرام

حكم التطاول على الصحابة
حكم التطاول على الصحابة

أكدت دار الإفتاء المصرية أن التطاول على الصحابة الكرام رضي الله عنهم أو الانتقاص من شأنهم يُعد طعنًا في الدين نفسه، ومعصية كبيرة من كبائر الذنوب، بل هو مسلك من مسالك أهل الأهواء والضلال، ودليل على فساد الطاعن وسوء سريرته.

مكانة الصحابة في الإسلام

أوضحت دار الإفتاء أن الصحابة رضي الله عنهم هم أفضل الخلق بعد الأنبياء، اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ونقل رسالته وتبليغ شريعته، وقد أثنى الله عليهم في كتابه الكريم، فقال تعالى:
﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ [التوبة: 100].
كما قال سبحانه: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ [الفتح: 29].

خطورة التطاول على الصحابة

وعن خطورة التطاول على الصحابة أشارت الدار إلى أن الطعن في الصحابة لا يقتصر على الإساءة لأشخاص بعينهم، بل يتعداه إلى الطعن في الدين ومصادره، لأنهم حملة الوحي ونقلة الشريعة. والتطاول عليهم تكذيب لشهادة الله في كتابه بفضلهم وعدالتهم، ومخالفة صريحة للنصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي أمرت بتوقيرهم والاقتداء بهم.

وأكدت الفتوى أن سبَّ الصحابة من الكبائر المحرمة، وقد ورد النهي الصريح عن ذلك في الحديث الشريف: «لا تسبوا أحدًا من أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه» (متفق عليه).

الصحابة ونقل الدين

وشددت دار الإفتاء على أن الصحابة هم الواسطة بين الأمة وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن خلالهم وصل إلينا القرآن الكريم والسنة النبوية. والطعن فيهم طعن مباشر في الدين كله، لأن القدح في عدالتهم يفتح باب التشكيك في رواياتهم ونقلهم للوحي الشريف.

دعوة للتأسي بالصحابة

اختتمت الفتوى بالتأكيد على أن الواجب على كل مسلم أن يمسك لسانه عما شجر بينهم، وأن يترضى عنهم جميعًا، ويقتدي بسيرتهم، امتثالًا لأمر الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وآله وسلم، مؤكدة أن محبتهم دين وإيمان وإحسان، بينما بغضهم علامة من علامات النفاق.

مسؤولية الإعلام والخطاب الديني

كما دعت دار الإفتاء وسائل الإعلام والخطباء والدعاة إلى إبراز مكانة الصحابة الكرام، ونشر سيرتهم العطرة وأخلاقهم الرفيعة، وتوضيح دورهم العظيم في نصرة الإسلام ونقله للأمة. وأكدت أن تعزيز هذا الوعي بين الأجيال الجديدة ضرورة لمواجهة موجات التشكيك والافتراءات التي يروج لها أصحاب الفكر المتطرف أو التيارات المغرضة التي تستهدف ضرب ثوابت الأمة وتشويه رموزها.

تم نسخ الرابط