أحمد كريمة: فرض السجن لتارك صلاة الجمعة غير وارد في القرآن أو السنة|فيديو

أوضح الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الإسلام يقوم على مبدأ الطاعة الطوعية والامتثال القائم على القناعة والإخلاص، وليس على التخويف أو العقوبات، مؤكدًا أن فرض عقوبة بالسجن لمن يتخلف عن أداء صلاة الجمعة دون عذر، كما أُعلن في ماليزيا، أمر لم يرد به نص صريح في القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة.
الحديث لا يخص دولة بعينها
وقال كريمة في مداخلة هاتفية عبر قناة الشمس، إن الحديث لا يخص دولة بعينها، احترامًا لسيادة الدول، ولكن يمكن الحديث في الإطار العام والمطلق، موضحًا أن أداء الصلاة، وكل العبادات، ينبغي أن يكون بدافع الإيمان والإخلاص لله عز وجل، وليس تحت ضغط العقوبات الدنيوية.
وأشار إلى أن العقوبات الزجرية لا تُفرض إلا على من ينكر مشروعية الصلاة أصلًا، مضيفًا أن هناك فرقًا في الحكم بين من يترك الصلاة تكاسلًا، ومن يتركها عمدًا وإنكارًا، مضيفا:" أن الحكم يختلف تبعًا للنية والدافع، ولا ينبغي أن يُساوى الجميع بنفس العقوبة.
نشر الوعي الديني الصحيح
وأكد أن الأولى من فرض العقوبات هو نشر الوعي الديني الصحيح، وتعزيز القيم الإيمانية في نفوس المسلمين، مشيرًا إلى قول الله تعالى: "ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"، وهو ما يجب أن يكون أساسًا لبناء علاقة المسلم بشعائره.
ونوّه الدكتور كريمة إلى أن ماليزيا وإندونيسيا من الدول التي يشهد لها العالم الإسلامي بالتدين والانضباط الأخلاقي، مؤكدًا أن طلاب هذه الدول في جامعة الأزهر يمثلون نماذج مشرفة، ويتسمون بالسلوك القويم والخلق الرفيع، معبرًا عن فخره واعتزازه بهم.
العقوبات الماليزية بتارك صلاة الجمعة
وفي وقت سابق، قال الشيخ علي عبدالباقي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية الأسبق، تعقيبًا على العقوبات الماليزية بتارك صلاة الجمعة، إن الدين الإسلامي دين يسرٍ وليس فيه عسر، مشيرًا إلى أن الصلاة وسائر العبادات هي علاقة بين العبد وربه لا إكراه ولا إجبار فيها.
هل سن الإسلام عقوبة لتارك صلاة الجمعة؟
وأكد عبدالباقي في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»، أن كثير من المسلمين لا يصلون ويسرقون ويزنون ولا يعني ذلك أن يتحول الناس رقباء أو أوصياء عليهم، فالدين وجد لبناء الضمير الإنساني والحرص عليه، مشددًا: إذا قل الوازع الديني وخربت الذمم عاثى الإنسان في الأرض فسادا.
وتساءل أمين عام مجمع البحوث الإسلامية الأسبق: هل عاقب الرسول من ترك الصلاة أو تارك الزكاة؟!، مؤكدًا أن الإسلام لم يأت لعقاب المقصرين عن أداء العبادات كونها علاقة بين العبد وربه، لكن إذا دعا إلى الترك فإنه يعاقب على تحريضه على الفسق والفجور.