حبس تارك صلاة الجمعة عامين.. هل عقوبات ماليزيا جائزة شرعا؟ أزهري يرد |خاص

قال الشيخ علي عبدالباقي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية الأسبق، تعقيبًا على العقوبات الماليزية بتارك صلاة الجمعة، إن الدين الإسلامي دين يسرٍ وليس فيه عسر، مشيرًا إلى أن الصلاة وسائر العبادات هي علاقة بين العبد وربه لا إكراه ولا إجبار فيها.
هل سن الإسلام عقوبة لتارك صلاة الجمعة؟
وأكد عبدالباقي في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»، أن كثير من المسلمين لا يصلون ويسرقون ويزنون ولا يعني ذلك أن يتحول الناس رقباء أو أوصياء عليهم، فالدين وجد لبناء الضمير الإنساني والحرص عليه، مشددًا: إذا قل الوازع الديني وخربت الذمم عاثى الإنسان في الأرض فسادا.
وتساءل أمين عام مجمع البحوث الإسلامية الأسبق: هل عاقب الرسول من ترك الصلاة أو تارك الزكاة؟!، مؤكدًا أن الإسلام لم يأت لعقاب المقصرين عن أداء العبادات كونها علاقة بين العبد وربه، لكن إذا دعا إلى الترك فإنه يعاقب على تحريضه على الفسق والفجور.
ولفت إلى أن الإجبار على أداء ضد الإسلام، لا إكره في الدين لا يكره أحد في الدين لا تقولي أسلم ولكن عليك النصيحة فقط فالدين النصيحة، وليس الإجبار، مستدلًا بما حدث من عتاب الله عزوجل لنبيه في واقعة عبد الله بن أم مكتوم، حيث كان حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إسلام عبدالله بن أبي أمية فخاطبه القرآن: عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ (1) أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ (7) وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ (8) وَهُوَ يَخْشَىٰ (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ (10).
وقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم ألح على شخصٍ في الدعوة فاعتبر ذلك إكراهًا من قبل المولى تبارك وتعالى، وتساءل: لماذا الحبس، هل أنتم وكلاء عن الله للمحاسبة؟!، مشددًا: سن قوانين لإكراه الناس على العبادة ليس من الإسلام، فالله عزوجل القائل: «وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ»، ونحن نقول: من شاء فليصلي أو لا يصلي وكذا أن يزكي أو لا يزكي وغيرها من العبادات.
وشدد على أن الإسلام انتشر في ماليزيا وغيرها من الدول بالمعاملة الحسنة للتجار المسلمين، لكن العنف والشدة والغلظة يخرج الناس من الإسلام.
مفتي ماليزيا يوضح حقيقة السجن لمن تغيب عن صلاة الجمعة
جاء الكشف عن دراسة ماليزيا تغليظ عقوبة ترك صلاة الجمعة، ليفتح بابًا كبيرًا من التساؤل عن ماهية القرار، والذي وصفه البعض بالإجبار على أداء العبادات.
وفي تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»، قال الدكتور فواز أحمد فاضل، مفتي ماليزيا، إن القرار مطبقًا بالفعل لمن ترك صلاة الجمعة 3 مرات، مشيرًا إلى أن الحديث عن تغليظ عقوبة ترك صلاة الجمعة ولو كانت مرة واحدة هو شأن خاص بولاية ترينجانو، ولم يعمم في ماليزيا بكاملها، حيث لم يتم دراسته في باقي الولايات.