3 مسارات لمستقبل قمة أوكرانيا الثلاثية.. وموسكو: اختبار لجدية كييف والغرب

كشف دبلوماسي روسي رفيع المستوى عن ثلاثة سيناريوهات محتملة للقمة الثلاثية المرتقبة بشأن النزاع في أوكرانيا، والتي من المتوقع أن تُمهَّد بلقاء ثنائي يجمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث قال إن القمة المقبلة تمثل محطة محورية في مسار الحرب التي دخلت عامها الرابع.
وأوضح الدبلوماسي الروسي في تصريحات صحفية أن موسكو لا تنظر إلى اللقاء باعتباره نهاية الحرب، بل فرصة لاختبار جدية الطرف الأوكراني، ومعرفة ما إذا كانت الدول الغربية ستسمح لكييف بمساحة تفاوض مستقلة.
السيناريوهات الثلاثة المطروحة:
أشار الدبلوماسي إلى أن السيناريو الأول يتمثل في التوصل إلى تفاهم أولي حول وقف مؤقت لإطلاق النار، أو ما وصفه بـ"هدنة مراقبة"، تتيح فتح ممرات إنسانية وتبادل أسرى، في خطوة تمهيدية لبناء الثقة بين الطرفين.
أما السيناريو الثاني فينطوي على إطلاق مسار تفاوضي أوسع يشمل ملفات شديدة الحساسية، منها مستقبل إقليمَي دونيتسك ولوغانسك، وملف الضمانات الأمنية المتبادلة، وهي قضايا تعتبرها روسيا أساسية لأي اتفاق دائم.
فشل المحادثات بسبب "تشدد كييف"
أما السيناريو الثالث وفق المصدر الروسي يتمثل في فشل القمة نتيجة تشدد الموقف الأوكراني وضغوط أمريكية على كييف، ما قد يؤدي إلى تصعيد عسكري جديد واستمرار الحرب إلى أجل غير معلوم.
الدور الأوروبي تحت المجهر
وأشار المسؤول الروسي إلى أن الاتحاد الأوروبي يواجه ما وصفه بـ"لحظة اختبار تاريخية"، حيث يتعين عليه أن يختار بين البقاء تابعًا للسياسة الأمريكية، وتحمل التبعات الاقتصادية والأمنية للحرب، أو التحرك بصفته وسيطًا حقيقيًا يسعى لتحقيق توازن بين موسكو وكييف.
وأضاف أن بعض الدول الأوروبية، مثل فرنسا وألمانيا، تُظهر ميلاً أكبر لطرح مبادرات عملية، فيما تواصل عواصم أوروبية شرقية الدفع نحو المزيد من المواجهة.
وشدد على أن أوروبا إذا أرادت أن يكون لها مكان فعلي على طاولة التفاوض، فعليها الانتقال من موقع الممول إلى موقع الضامن السياسي، وإلا فإنها ستُستبعد من التأثير في مسار الحل".
تقدّم ميداني وتبادل للأسرى
ميدانيًا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، أن قواتها تقدمت في الجبهة الشرقية بمنطقة دنيبروبيتروفسك، واستولت على قرية نوفوهيرهيفكا القريبة من دونيتسك، التي تُعد من المناطق الساخنة في الحرب.
كما ذكرت الوزارة أنها أسقطت 52 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال هجوم ليلي استهدف مواقع متعددة داخل الأراضي الروسية، وفق ما نقلته وسائل إعلام رسمية.
وفي تطور نادر، أعلنت موسكو وكييف عن عملية تبادل أسرى حرب شملت عسكريين تقل أعمارهم عن 25 عامًا، نتيجة محادثات مباشرة جرت بين الطرفين في وقت سابق هذا الشهر.
اتفاق إسطنبول الأكبر لتبادل الأسرى
جاءت هذه الخطوة عقب اتفاق جرى التوصل إليه خلال محادثات إسطنبول في 2 يونيو، نص على تبادل 1200 أسير حرب على الأقل من كل جانب، مع أولوية للشباب والجرحى، بالإضافة إلى إعادة جثامين قتلى الحرب إلى أوطانهم.
ووفق الجانبين، فإن هذا الاتفاق يُعد الأكبر من نوعه منذ بداية الحرب، وتم الاتفاق على تنفيذه بشكل تدريجي وعلى مراحل، رغم تعثر المفاوضات الأوسع نحو حل سياسي شامل.
الحوار مستمر رغم التصعيد
وتبقى عملية تبادل الأسرى وجثامين القتلى من أندر النقاط التي التقت فيها موسكو وكييف خلال النزاع المستمر منذ فبراير 2022، في حين لم تحقق المحادثات السياسية أي تقدم ملموس نحو إنهاء الحرب.
ويؤكد مراقبون أن نتائج القمة الثلاثية المنتظرة في حال عُقدت ستحدد ما إذا كانت أوكرانيا ستتجه نحو التهدئة أو مزيد من التصعيد، في وقت يزداد فيه الضغط الداخلي على زيلينسكي، ويواجه بوتين ضغوطًا دولية متزايدة، بينما تتأرجح مواقف أوروبا بين الانخراط المباشر أو التراجع إلى الخلف.