عاجل

خطوة رياضية جريئة.. النرويج تخصص أرباح مباراتها ضد إسرائيل لدعم غزة

منتخب النرويج
منتخب النرويج

في خطوة غير مسبوقة تحمل أبعادًا إنسانية ورسائل سياسية، أعلن الاتحاد النرويجي لكرة القدم أنه سيخصص كامل عائدات مباراته المقبلة أمام منتخب إسرائيل، ضمن تصفيات كأس العالم، لصالح منظمات إنسانية تعمل داخل قطاع غزة.

وجاء القرار عبر بيان رسمي صادر عن رئيسة الاتحاد ليزه كلافينيس، التي أكدت أن المأساة الإنسانية في قطاع غزة لا تسمح لبلد مثل النرويج أن يظل على الحياد، معتبرة أن التبرع يأتي تضامنًا مع المدنيين في القطاع وتأكيدًا على الالتزام بالقيم الإنسانية في أحلك الظروف.

وشددت كلافينيس شددت في بيانها على أن الرياضة ليست مجرد منافسة، بل منصة يمكنها نقل رسائل تضامن ودعم في الأوقات الحرجة. واعتبرت أن الوضع في غزة يفرض على المؤسسات الرياضية الكبرى ألا تكتفي بالمراقبة، بل أن تتخذ مواقف عملية تلامس الواقع الإنساني الصعب، موضحة أن العائدات ستوجه بالكامل إلى منظمات إنسانية دولية معترف بها، لضمان الشفافية والفعالية في تقديم المساعدات.

غضب الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم 

وقوبلت الخطوة النرويجية قوبلت برد فعل غاضب من الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، الذي أصدر بيانًا لاذعًا وصف فيه القرار بأنه "تسييس مرفوض للرياضة". 

كما اتهم النرويج بالنفاق، ساخرًا من سياساتها البيئية في ملف صيد الحيتان، ومطالبًا بتحويل العائدات لدعم ضحايا هجمات 7 أكتوبر أو لتمويل جهود إطلاق الرهائن، محذرًا في الوقت نفسه من أن تصل الأموال إلى "جهات غير شرعية".

ولم يتراجع الاتحاد النرويجي لم يتراجع عن قراره، مؤكدًا أن قنوات تحويل الأموال مراقبة وموثوقة، وتعمل ضمن إطار قانوني دولي، مما يعزز من مصداقية المبادرة التي وُصفت بأنها جريئة ومؤثرة.

وقد أثار القرار جدلاً واسعًا في الأوساط الرياضية والإعلامية الأوروبية، حيث اعتبرته بعض الصحف تحديًا صريحًا للاتحادين الأوروبي والدولي لكرة القدم (يويفا والفيفا)، في ما يتعلق بمسألة تداخل الرياضة مع السياسة. 

وطرحت التساؤلات حول قدرة الفيفا على إدارة هذه التفاعلات دون الانحياز أو فرض عقوبات قد تعيد إشعال توترات سياسية على الساحة الرياضية الدولية.

امتداد التأثير لم يتوقف عند النرويج، حيث دخلت رابطة المدربين الإيطاليين على خط النقاش، مطالبة الاتحاد الإيطالي برفع توصية رسمية للفيفا واليويفا لتعليق مشاركة إسرائيل في البطولات الدولية، مستندة إلى المبادئ الأخلاقية التي يفترض أن تمثلها الرياضة. 

وذكرت رابطة  المدربين الإيطاليين في توصيتها أن الظروف الكارثية التي يعيشها المدنيون في غزة تستدعي تحركًا عاجلًا يعكس القيم الإنسانية الأساسية.

الخطوة النرويجية، وفق كثير من المحللين، تمثل علامة فارقة في علاقة الرياضة بالقضايا الإنسانية، وتؤسس لنقاش عالمي حول مسؤولية الأندية والاتحادات الرياضية تجاه الأزمات السياسية والإنسانية. 

ورغم الجدل والاعتراضات، إلا أن هذه المبادرة تبرز مدى ما يمكن أن تحققه الرياضة عندما توظف لصالح الشعوب المنكوبة، وقد تفتح الباب أمام تحركات مماثلة في دول أخرى، تُعيد تعريف دور الرياضة في زمن الأزمات.

تم نسخ الرابط