عاجل

طارق البرديسي: إسرائيل تتعمد المماطلة في الرد على مقترح هدنة غزة |فيديو

قطاع غزة - المساعدات
قطاع غزة - المساعدات الانسانية

أكد الدكتور طارق البرديسي، الخبير في العلاقات الدولية، أن سياسة المماطلة والتسويف أصبحت سمة ممنهجة في مواقف الاحتلال الإسرائيلي عبر مسارات التفاوض المختلفة، خاصة في ملفات تبادل الأسرى، موضحًا أن إسرائيل اعتادت خلال العقود الماضية على وضع العراقيل والرجوع عن التزاماتها في اللحظات الأخيرة، في محاولة لفرض شروط جديدة وإطالة أمد الأزمات.

نتنياهو وإفشال التفاوض

وأشار طارق البرديسي ، في تصريحات لقناة إكسترا نيوز، إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يتعمد دائمًا إفساد أي مسار تفاوضي وإطالة أمد الحرب، معتبرًا أن الحكومة الإسرائيلية الحالية "تتغذى على استمرار الصراع والمجازر". وأكد أن هذا النهج يعكس طبيعة سياسية داخلية تقوم على توظيف الحرب كأداة للبقاء السياسي وتفادي الأزمات الداخلية المتصاعدة.

ولفت إلى أن المقترح المصري – القطري الأخير حظي بإجماع دولي واسع، باعتباره فرصة حقيقية لوقف نزيف الدم وتهيئة الأجواء نحو حل سياسي شامل، فضًلا عن أن أي رفض إسرائيلي لهذا المقترح سيكون "مكشوفًا ومفضوحًا" أمام المجتمع الدولي، خاصة بعد إعلان حركة حماس موافقتها عليه، ما يسحب الذرائع من تل أبيب ويجعلها في مواجهة مباشرة مع الضغوط الدولية.

فرصة لوقف الإبادة 

وأكد "البرديسي" أن المقترح يمثل فرصة تاريخية ليس فقط لوقف حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، وإنما أيضًا لفتح الباب أمام مفاوضات سياسية أوسع تضع أسسًا لحل عادل ودائم، مردفًا أن تجاهل هذه الفرصة سيزيد من عزلة إسرائيل ويضعها في مواجهة انتقادات متصاعدة من المجتمع الدولي، في ظل تصاعد الرفض الشعبي والرسمي حول العالم لاستمرار العدوان.

وفيما يتعلق بالدور الأمريكي، أوضح طارق البرديسي أن الإدارات المتعاقبة في واشنطن اتبعت سياسة "الغموض البناء"، حيث تحاول إرضاء الطرفين دون تقديم حلول حاسمة، مشددًا على أن الظروف الحالية تختلف، إذ باتت الولايات المتحدة مطالبة بممارسة ضغوط جدية على حكومة نتنياهو للقبول بالتهدئة، خاصة مع تزايد الكلفة الإنسانية والسياسية للحرب على غزة.

الملف الفلسطيني اختبار 

وأشار الخبير في العلاقات الدولية، إلى أن الملف الفلسطيني بات اختبارًا حقيقيًا لواشنطن، التي تواجه تحديًا كبيرًا في إثبات قدرتها على إدارة الأزمات الدولية، مبينًا أن نجاح الجهود المبذولة في غزة سيكون بمثابة "تتويج لمساعي إحلال السلام"، ورسالة واضحة للعالم بأن الولايات المتحدة قادرة على فرض الاستقرار في منطقة تعاني من صراعات متجذرة.

ولم يغفل الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى إلى الظهور كزعيم قوي قادر على تحقيق الاستقرار في ملفات دولية متعددة، معتبرًا أن التوصل إلى حل في غزة سيشكل نقطة فارقة في إرثه السياسي. وأكد أن الإدارة الأمريكية أمام فرصة نادرة لتوظيف نفوذها السياسي والاقتصادي في خدمة حل إنساني وسياسي طال انتظاره.

الدكتور طارق البرديسي
الدكتور طارق البرديسي

نحو رؤية شاملة للسلام

وختم طارق البرديسي تصريحاته بالتأكيد على أن التحرك الدولي الحالي يضع إسرائيل أمام مسؤولية تاريخية: إما القبول بفرصة التهدئة والانخراط في مسار سياسي شامل، أو مواجهة عزلة متزايدة وضغوط غير مسبوقة، مشددًا أن إنجاح هذه الجهود يتطلب توافقًا دوليًا وإرادة سياسية حقيقية تضع مصلحة المدنيين الفلسطينيين في المقام الأول.

تم نسخ الرابط