وسط المفاوضات.. "فلامنغو": سلاح جديد في الترسانة الأوكرانية

كشف موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي أن أوكرانيا بدأت الإنتاج التسلسلي لصاروخ جديد يُدعى "فلامنغو"، قادر على حمل رأس حربي يزن 1000 كيلوجرام، وبمدى يصل إلى 1800 ميل (قرابة 3000 كلم).

وقد أعلن وزير الدفاع الأوكراني الجديد دينيس شميهال رسميًا بدء الإنتاج، مشيرًا إلى أن مزيدًا من التفاصيل سيتم الكشف عنها "في الوقت المناسب".

تسريبات مصورة 

قبل الإعلان الرسمي بيوم واحد، نشر إفريم لوكاتسكي، مصور وكالة "أسوشيتد برس"، صورة لصاروخ "فلامنغو" داخل ورشة تصنيع تابعة لشركة "فاير بوينت"، وهي شركة دفاع أوكرانية. 

وقد تم التقاط الصورة الخميس الماضي، وأكدت مدى الصاروخ وقدرته التدميرية، مشيرًا إلى أن تصميمه يُشبه صاروخ "إف بي-5" الذي تنتجه شركة "ميلانيون"، والتي تتعاون مع كييف منذ عام 2021.

مواصفات تقنية مذهلة

كما نشرت صحيفة "ميرور أوف ذا ويك" الأوكرانية مقطع فيديو يُظهر على ما يبدو صاروخ "فلامنغو" أثناء استهداف موقع روسي، ما يُشير إلى دخوله حيّز الاستخدام الفعلي. وأوضحت  الصحيفة أن الصاروخ تم اختباره مسبقًا وبدأت مرحلة إنتاجه الضخم، وهو قادر على حمل 1150 كجم من المتفجرات.

المواصفات المتداولة للصاروخ تؤكد أنه مزود بتقنيات مضادة للتشويش، ونظام ملاحة عبر الأقمار الصناعية، وسرعة طيران تصل إلى 559 ميلًا في الساعة لمدة أربع ساعات متواصلة.

تهديد متزايد لعمق روسيا

وإذ يُمكّن مدى الصاروخ البالغ 1800 ميل أوكرانيا من ضرب أهداف عسكرية استراتيجية داخل العمق الروسي، بما في ذلك منشآت صناعية ومراكز مدفعية في جبال الأورال، الواقعة على بُعد 100 كيلومتر فقط من موسكو.

حتى الآن، كانت كييف تعتمد بشكل أساسي على المسيّرات الانتحارية البطيئة، والتي نفذت هجمات ضد مصافي النفط والمصانع في العاصمة الروسية والمناطق المحيطة بها.

لم تكن هذه الخطوة الأولى في تطوير السلاح المحلي، فقد سبق لأوكرانيا أن طورت صاروخ "نبتون" المضاد للسفن، الذي لعب دورًا حاسمًا في إغراق السفينة الروسية "موسكفا" في البحر الأسود.

بينما تُكثف واشنطن جهودها لعقد قمة ثلاثية تضم ترامب، بوتين وزيلينسكي، يُظهر الواقع أن آلة التصنيع العسكري الأوكرانية ماضية في التصعيد. فالسلاح الجديد لا يحمل فقط قدرات تدميرية، بل يضع أمام طاولة التفاوض حقائق ميدانية جديدة قد تُعيد رسم موازين الحرب والردع.