مدير تحرير الأهرام: مصر ترفض التهجير وتتصدى لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية

أكد الكاتب الصحفي أشرف العشري، مدير تحرير جريدة الأهرام، أن الموقف المصري من تهجير الفلسطينيين، سواء طوعًا أو قسرًا، واضح وثابت، ويستند إلى مبادئ راسخة ترفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

 البيان المصري الأخير

وقال العشري، في مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، إن البيان المصري الأخير جاء قويًا وشاملًا، ويُعد بمثابة تأكيد واضح على أن الدولة المصرية لا يمكن أن تقبل بأي سيناريوهات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو إعادة طرح مشاريع التوطين، مهما كانت أشكالها أو مصادرها.

وأوضح أن إسرائيل تحاول استغلال الظروف الحالية لتسويق مزاعم وادعاءات بوجود توافقات أو تفاهمات إقليمية تسمح بإزاحة الفلسطينيين عن أراضيهم، وهي ادعاءات باطلة، مشيرًا إلى أن مصر كانت ولا تزال في طليعة الدول الرافضة لمثل هذه المخططات، وتتصدى لها بكل حسم.

العشري: مصر تعتبر التهجير القسري أو الطوعي "خطًا أحمر"

وأشار العشري إلى أن مصر تعتبر التهجير القسري أو الطوعي "خطًا أحمر" لا يمكن تجاوزه، وهو موقف أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ اليوم الأول للتصعيد في الأراضي المحتلة، وتحديدًا منذ 8 أكتوبر 2023، حين شددت القاهرة على أن أمن الفلسطينيين من أمن المنطقة واستقرارها.

ونوه إلى أن القاهرة تتابع بدقة كل التحركات الإسرائيلية الرامية إلى فرض واقع جديد على الأرض، سواء من خلال التهجير أو التمركز العسكري أو محاولات الإجتياح، مؤكدًا أن مصر لن تقبل بأي تغيير ديموغرافي في قطاع غزة أو الضفة الغربية، وستواجه أي محاولات من هذا النوع بكل أدوات الردع المتاحة.

دوافع تحركات الدولة المصرية

وأكد العشري أن الدولة المصرية لا تتحرك بدوافع سياسية فحسب، بل من منطلق مسؤولية تاريخية وأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن القاهرة تمتلك من الوعي السياسي، والقدرة الاستراتيجية، ما يؤهلها لإفشال أي مخططات إسرائيلية، سواء في الحاضر أو المستقبل.

وأضاف أن أي تحركات من جانب إسرائيل للتهجير أو الضغط عبر التجويع والحصار أو حتى استخدام العنف الممنهج، سيكون لها تداعيات كارثية، ليس فقط على الفلسطينيين، بل على أمن واستقرار المنطقة بأكملها، وهو ما تحذر منه مصر بشدة في كافة المحافل الدولية.

وشدد العشري على أن مصر تتواصل مع شركائها الدوليين والعرب لحشد موقف دولي واضح وموحد، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في مواجهة السياسات الإسرائيلية، التي تجر المنطقة نحو مزيد من التوتر والانفجار.

واختتم حديثه قائلاً إن مصر، وبما تملكه من حضور سياسي وثقل إقليمي، ستواصل دعم القضية الفلسطينية بكل السبل، مؤكدًا أن ما لم تنجح فيه إسرائيل طوال العقود الماضية، لن تنجح فيه اليوم، خاصة في ظل صلابة الموقف المصري وإرادة القيادة السياسية في القاهرة التي تضع مصلحة الشعوب فوق أي اعتبارات.