إسرائيل تبدأ خطة تهجير قسرية في غزة.. وسط تصاعد القصف ومخاوف كارثية|تقرير

دخلت، اليوم الأحد، خطة إسرائيلية مثيرة للجدل حيّز التنفيذ مع بدء الاستعدادات لإخلاء مئات الآلاف من سكان مدينة غزة ونقلهم إلى خيام في جنوب القطاع. ووصفت هذه الخطة من قبل مؤسسات أممية ودولية بأنها «تهجير قسري يفاقم الكارثة الإنسانية».
بالتوازي مع تنفيذ الخطة، قُتل 40 فلسطينياً بينهم أطفال، من منتظري المساعدات، بنيران الجيش الإسرائيلي السبت في أنحاء متفرقة من القطاع، خصوصًا في حي الزيتون بمدينة غزة، الذي يشهد تكثيفاً في العمليات العسكرية منذ أسبوع. وتتهم جهات فلسطينية ودولية إسرائيل بارتكاب «عمليات تطهير عرقي وإبادة جماعية».
تفاصيل خطة التهجير والعمليات العسكرية
كانت إسرائيل قد شنت خلال الأيام الماضية عمليات عسكرية مكثفة على أطراف مدينة غزة، قبل أن تعلن عن إدخال خيام ومعدات إيواء عبر معبر كرم أبو سالم تمهيداً لإجلاء نحو 800 ألف فلسطيني جنوباً.
تشير الخطة، التي أقرها المجلس الأمني الإسرائيلي، إلى أن عملية الإخلاء ستستغرق عدة أسابيع يعقبها هجوم بري واسع النطاق على المدينة، أكبر المراكز الحضرية في القطاع، وسط توقعات بأن يمتد القتال حتى عام 2026.
ومن جهته، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الخيام والمساعدات ستُنقل عبر الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة بعد تفتيشها «وفق القانون الدولي»، في حين اعتبرت منظمات أممية أن الخطوة تهدف إلى فرض واقع ديموغرافي جديد بالقوة.
قصف مميت وتصاعد أزمة المجاعة
تزامنًا مع بدء تنفيذ خطة التهجير، تكثفت الغارات الإسرائيلية على حي الزيتون جنوب مدينة غزة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى، بينهم 13 قرب مراكز توزيع مساعدات شمال القطاع وجنوبه.
وأشار الدفاع المدني الفلسطيني إلى «تدمير ممنهج» للأحياء، بينما أكدت وزارة الصحة في غزة وفاة 11 شخصًا بينهم طفل خلال الساعات الماضية بسبب المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع عدد ضحايا الجوع إلى 251 بينهم 108 أطفال.
كما أفادت مصادر طبية بأن غارة جوية قتلت أسرة كاملة في مخيم البريج مكونة من أب وأم وأطفالهم الثلاثة، فيما قتل صياد فلسطيني بنيران زوارق الاحتلال فجر السبت.
تحذيرات دولية من كارثة إنسانية
كما حذرت مؤسسات أممية وغربية من أن الخطة الإسرائيلية تشكل «تهجيرًا قسريًا» سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، خاصة مع وجود أكثر من مليوني شخص محاصرين في القطاع.
ورغم ذلك، تؤكد إسرائيل أن العملية تهدف إلى «تجنيب المدنيين مناطق القتال»، إلا أنها تواصل قصف مناطق مكتظة بالسكان، ما يزيد من الانتقادات الواسعة التي تصف سياستها بأنها «أرض محروقة».
في السياق، أجرى وفد من حركة حماس محادثات مع مسؤولين مصريين في القاهرة حول مقترح لهدنة شهرين وصفقة تبادل أسرى شاملة. كما دعت الفصائل الفلسطينية مصر إلى رعاية اجتماع وطني طارئ لوضع استراتيجية موحدة لمواجهة الاحتلال، مع التأكيد على "الوقف الفوري والشامل للعدوان ورفع الحصار وضمان دخول المساعدات الإنسانية فورًا".
تتزامن تحركات الجيش الإسرائيلي وتسريع خططه العسكرية مع تصاعد الضغوط الدولية ومحاولات الوساطة التي تحاول تحقيق وقف إطلاق نار شامل، وسط مخاوف إنسانية متصاعدة من تفاقم الأزمة في قطاع غزة وعدم وجود مناطق آمنة للسكان المدنيين.