صدام علني بين كاتس وزامير يشعل الخلافات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية

كشفت صحيفة معاريف العبرية عن تصاعد حدة الخلافات الغير مسبوقة بين قيادة الجيش الإسرائيلي ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، على خلفية ما وصفته بمحاولات الوزير فرض وصايته السياسية على المؤسسة العسكرية وتهميش دور القيادة العسكرية العليا، وفي مقدمتهم رئيس الأركان الجنرال إيال زامير.
وتأتي الأزمة بعد سلسلة تصريحات أطلقها يسرائيل كاتس مؤخرًا، سعى خلالها إلى نَسب نجاحات الجيش إلى وزارته، من بينها عمليات بارزة كـ"الأسد الصاعد" ضد إيران، والتحولات الاستراتيجية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك التصعيد في لبنان وسوريا. لكن ضباطاً حاليين ومتقاعدين اعتبروا هذه التصريحات تجاوزًا للخطوط الحمراء وتدخلاً في صلاحيات مهنية تخص الجيش وحده.
سجال علني مع رئيس الأركان
وقد تفاقم التوتر بعد أسبوع من السجال العلني بين كاتس ورئيس الأركان زامير، حيث حاول الوزير التدخل في آلية اختيار الضباط من رتبتي عقيد وعميد، وهو ما رفضته القيادة العسكرية، معتبرة أنه تدخل غير مشروع في القرارات المهنية، ويمسّ استقلالية الجيش.
وفي بيان رسمي، صعّد كاتس من لهجته مهاجمًا الإعلام الإسرائيلي والضباط المتقاعدين، متهمًا إياهم بنشر "شعارات وافتراءات" تستهدف النيل منه. وقال: "بعض المسؤولين السابقين فقدوا صلتهم بالواقع، وهناك محللون مدفوعون يختلقون الأكاذيب. الجمهور لم يعد يتأثر بهذه التنبؤات الفارغة".
وبحسب تقرير معاريف، فإن تحركات كاتس لا تندرج فقط في إطار استعراض سياسي، بل تعكس محاولة لإعادة تعريف مركز السلطة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، في خطوة تعتبر تحديًا مباشرًا لرئيس الأركان ولقيادة الجيش ككل.
كما يحاول الوزير الظهور باعتباره العقل السياسي الموجّه للجيش، بينما تتمسك القيادة العسكرية بحقها في إدارة العمليات وتنفيذ السياسات الأمنية بدون تدخل سياسي مفرط.
انقسام داخلي.. في توقيت أمني حساس
وترى الصحيفة أن هذا الصدام يعكس شرخًا متزايدًا بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، يأتي في وقت تواجه فيه البلاد تحديات أمنية معقدة على جبهات متعددة. كما يُفسَّر النزاع في سياق أوسع من التوترات داخل الحكومة الإسرائيلية نفسها، حيث يسعى كاتس إلى تعزيز نفوذه في الملف الأمني، ربما كجزء من ترتيبات سياسية داخلية أكبر.