عاجل

قمة ألاسكا.. انتصار بوتين الدبلوماسي وهزيمة معنوية لترامب وأوكرانيا

ترامب بوتين وزيلينسكي
ترامب بوتين وزيلينسكي

أشعلت "قمة ألاسكا" التي جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة موجة واسعة من التحليلات في وسائل الإعلام الغربية، والتي سارعت إلى استخلاص نتائج وصفتها بأنها "واضحة وصادمة": الرئيس الروسي خرج من القمة منتصرًا، فيما لم يحقق ترامب ولا أوكرانيا شيئًا ملموسًا.

وأجمعت تقارير الصحافة الغربية على أن بوتين، رغم كونه مطلوبًا من المحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بترحيل مئات الأطفال من أوكرانيا، حصل في ألاسكا على مكافأة دعائية ضخمة، دون أن يدفع أي ثمن سياسي أو قانوني.

أبرز اللقطات من قمة ألاسكا

من أبرز اللحظات التي تناقلتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل، كانت صورة بوتين إلى جانب ترامب داخل السيارة الرئاسية الأمريكية "كاديلاك وان"، أو كما تُعرف بـ"الوحش"، والتي عدّتها بعض التحليلات دليلاً على كسر البروتوكول لصالح الزعيم الروسي.

وقد أكدت الصحف الأوروبية والأمريكية الكبرى أن الزعيم الروسي نال في ألاسكا ما يطمح إليه منذ سنوات: الاعتراف العلني بمكانته العالمية، والمعاملة الندية مع رئيس أكبر دولة غربية، دون أن يُطلب منه وقف إطلاق النار في أوكرانيا، أو تقديم تنازلات ملموسة.

وبحسب المصادر الغربية، فإن وسائل الإعلام الروسية، تستعد لاستثمار القمة لأقصى درجة ممكنة، عبر بثّ الصور والفيديوهات التي تُظهر بوتين في لحظات غير مألوفة من الارتياح والثقة، سواء أثناء المصافحة، أو داخل "الوحش"، أو خلال ظهوره بجانب ترامب في القاعدة العسكرية في أنكوريج.

أما ترامب، فرغم محاولته تقديم نفسه كصانع سلام، ظهر بموقف ضعيف وفق تعبير عدد من الصحف الأمريكية بعدما فشل في الحصول على تعهّد من بوتين بوقف الحرب. وصرّح ترامب عقب القمة أنه "لن يكون سعيدًا" إذا لم توافق روسيا على وقف إطلاق النار، لكنه لم يتمكن من تأمينه، واكتفى بلحظة استعراضية أمام الكاميرات.

زيلينسكي خارج المشهد.. وأوكرانيا "الخاسر الأكبر"

ووفق التغطيات الغربية، فإن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي لم يُدعَ للمشاركة أو حتى الحضور في كواليس القمة، يُعدّ من أكبر الخاسرين. فالقصف الروسي مستمر، والطائرات المسيّرة لا تزال تضرب المدن الأوكرانية، في ظل شعور عام بين الأوكرانيين بأن واشنطن بدأت بالتخلي عنهم تدريجيًا.

وقد سادت حالة من الغضب والخذلان على وسائل التواصل الاجتماعي في أوكرانيا، خصوصًا بعد تداول صور اللقاء بين بوتين وترامب، والتي رأى فيها الكثيرون رسائل رمزية قوية ضدهم.

وفي تعبير فني لافت عن مشاعر الصدمة، نشر الفنان الأوكراني المعروف «نيكيتا تيتوف» عملاً فنياً مثيرًا للجدل، يجمع بين المطرقة والمنجل الشيوعيين، ولكن مع استبدال ربطة عنق ترامب الحمراء بالمطرقة في إسقاط رمزي على تقاطع المصالح بين الزعيمين.

قمة رمزية بلا نتائج

ورأت تحليلات غربية أن ترامب، لو كان جادًا فعلًا في إيقاف الحرب، لكان لجأ إلى أدوات أكثر تأثيرًا، مثل فرض عقوبات ثانوية صارمة على صناعة النفط الروسية أو على الدول المتعاملة معها. لكن القمة، في نظرهم، لم تكن سوى عرض سياسي بلا نتائج حقيقية، ترك بوتين مرتاحًا، وزيلينسكي محبطًا، وترامب منتشيًا بالاهتمام الإعلامي فقط.

تم نسخ الرابط