عاجل

بعد لقاء بوتين وترامب.. قراءة لتطورات الأزمة الروسية الأوكرانية

 بوتين وترامب
بوتين وترامب

وسط تطورات متسارعة تشهدها الأزمة الأوكرانية، جاء اللقاء الثنائي الذي جمع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ألاسكا ليثير تساؤلات عديدة حول ملامح المرحلة القادمة، لا سيما في ظل غياب مباشر للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن هذه الجولة من المباحثات.

اللقاء يعكس تغيرًا في التوازنات الدولية

وفي هذا السياق، أوضحت ميس كرييدي الكاتبة والباحثة السياسية من موسكو أن اللقاء لم يكن ثلاثيًا كما يُروّج، بل كان لقاءً ثنائيًا مباشرًا بين واشنطن وموسكو، بعكس ما يبدو في الشكل، مؤكدة أن الرسالة الأساسية الموجهة من هذا الاجتماع هي أن "الكبار قادرون على إدارة العالم دون الحاجة إلى تدخلات غربية تفتعل الأزمات".

وقالت كريدي إن مجرد انعقاد هذا اللقاء في ألاسكا بين قوتين عظيمتين مثل الولايات المتحدة وروسيا، يعكس تغيرًا في التوازنات الدولية، ويبعث برسالة مفادها أن واشنطن وموسكو قادرتان على التنسيق وتحديد ملامح النظام العالمي المقبل بعيدًا عن ضغوطات الأوروبيين أو تفاعلات الأزمات الجانبية.

 المشهد على الأرض في أوكرانيا

وأكدت أن المشهد على الأرض في أوكرانيا، الذي شهد تواصلًا في العمليات العسكرية حتى خلال وقت انعقاد القمة، يشير إلى أن الأمور لم تُحسم بعد، وأن الميدان لا يزال هو من يرسم حدود الأمن القومي والمصالح الاقتصادية مستقبلاً، وليس فقط غرف المفاوضات.

ونوهت إلى أن الرئيس ترامب يركز حاليًا على ما وصفته بـ"صناعة السلام"، ويبدو أنه يرى في الرئيس بوتين شريكًا حقيقيًا في هذا المسار، مشيرة إلى أن الشأن الأوكراني لم يكن المحور الأساسي خلال اللقاء، وإن كان حاضرًا ضمن جدول مزدحم بالقضايا.

الزيارة المرتقبة للرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى البيت الأبيض

وبشأن الزيارة المرتقبة للرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى البيت الأبيض، توقعت كريدي أن تكون جلسة لتلقي التعليمات وتحديد قواعد الاشتباك الجديدة، وقالت: "من المعروف أن زيلينسكي لا يمكنه الاستمرار لحظة واحدة بدون الغطاء الأمريكي، وبالتالي ستتحدد خلال هذه الزيارة ملامح الدور الأوكراني في المرحلة المقبلة".

وأشارت إلى أن مستقبل الأزمة الأوكرانية مرتبط بإرادة الشعب الأوكراني نفسه، والذي ينبغي له، حسب تعبيرها، أن يقرر مصير قيادته الحالية، معتبرة أن الرئيس زيلينسكي لم يعد مؤهلاً لقيادة أي مرحلة سلام.

وحول محاولة قادة الاتحاد الأوروبي الدخول على خط الوساطة، اعتبرت كريدي أن "الترحيب الأوروبي بهذا الدور هو إجراء بروتوكولي أكثر منه فعلي"، مضيفة أن "الرسالة واضحة للغرب: عليهم أن يكتفوا بالمراقبة بينما الكبار يتحدثون".

تم نسخ الرابط