عاجل

بعد لقاء بوتين وترامب.. هل وقف الحرب الروسية الأوكرانية بيد زيلينسكي؟

بوتين وترامب وزيلينسكي
بوتين وترامب وزيلينسكي

أكد الدكتور سعد خلف، الباحث في الشؤون الروسية، أن الملف الأوكراني كان محوراً رئيسياً في قمة الرئيسين الروسي  فلاديمير بوتين  والأمريكي دونالد ترامب، مشيراً إلى أن بوتين قدم عرضاً مفصلاً لتجميد النزاع وفق شروط محددة، أبرزها تثبيت خطوط التماس الحالية وانسحاب أوكرانيا من مناطق محددة.

 بوتين كان حريصاً على نقل موقفه بشكل مباشر إلى ترامب

وقال خلف  خلال مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز، إن الرئيس بوتين كان حريصاً على نقل موقفه بشكل مباشر إلى ترامب، بعد أن سبق ونقله عبر المستشار ويتكوف الذي التقى بوتين عدة مرات، موضحاً أن الرسالة الأساسية التي أراد بوتين إيصالها هي أنه لا يرغب في استمرار هذه الحرب التي كلفت بلاده الكثير، لكنه لن يوافق على تسوية لا تضمن لروسيا مكاسب سياسية وإستراتيجية.

وأشار إلى أن ترامب أصبح الآن في موقع الوسيط بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي من المقرر أن يزور واشنطن الاثنين المقبل، في وقت يُتوقع أن يتم فيه نقل مقترحات بوتين رسمياً إلى الجانب الأوكراني.

"اتفاقاً إطارياً"

وأوضح خلف أن ترامب وبوتين اتفقا على الخطوط العريضة لما يشبه "اتفاقاً إطارياً" لتجميد النزاع، دون إعلان رسمي حتى لا تتعطل المساعي تحت ضغط الرأي العام، مؤكداً أن الكرة الآن في ملعب زيلينسكي، الذي سيسمع من ترامب مقترحاً بوقف إطلاق النار، يتطلب موافقة أوكرانيا على التخلي عن بعض المناطق في دونباس.

وأكد الباحث الروسي أن ترامب سيحاول إقناع زيلينسكي بأن الولايات المتحدة لم تعد راغبة في دعم الحرب كما في السابق، وهو ما يفسح المجال أمام حل وسط عبر وساطة أمريكية. وقال إن هذا الحل يتضمن انسحاباً روسياً من بعض المناطق غير الإستراتيجية، في مقابل بقاء سيطرة موسكو على دونيتسك ولوغانسك بالكامل.

ردود الأفعال الأوروبية

وحول ردود الأفعال الأوروبية، نوه خلف إلى أن هناك تبايناً واضحاً، إذ عبر بعض القادة الأوروبيين، مثل ستارمر، عن ترحيبهم بخطوة ترامب، واعتبروها "نقطة تحول في طريق إنهاء الحرب"، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى وجود قلق أوروبي من مسألة الضمانات الأمنية، حيث تقترح واشنطن تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا خارج إطار حلف الناتو، عبر الولايات المتحدة ودول أوروبية محددة.

وقال خلف إن هذا الطرح قد يُفسر كمحاولة روسية ذكية لإحداث انقسام داخل حلف الناتو، مؤكداً أن الثقة الأوروبية في ترامب ليست كاملة، وأن بعض العواصم الأوروبية قد تسعى لعرقلة هذه التسوية على أمل تغيير الإدارة الأمريكية بعد انتهاء ولاية ترامب.

وختم الدكتور سعد بالتأكيد على أن بوتين قدم أقصى ما يمكن تقديمه من تنازلات في هذه المرحلة، مشدداً على أن عامل الوقت يلعب لصالح موسكو، إذ إن استمرار الحرب حتى عام 2028، قد يسمح لروسيا بالسيطرة على مساحات أوسع وربما تفكيك أوكرانيا بشكل كامل.

تم نسخ الرابط