هل تكسر قمة بوتين وترامب عزلة موسكو وتفتح آفاقاً للعلاقات الروسية الأمريكية؟

أوضح الدكتور سعد خلف، الباحث في الشؤون الروسية، أن القمة الأخيرة التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تمثل تحولاً كبيراً في طبيعة العلاقات الثنائية بين موسكو وواشنطن، مؤكداً أنها حملت دلالات سياسية ودبلوماسية عميقة تتجاوز الإطار البروتوكولي المعتاد.
القمة أنهت عملياً حالة العزلة الغربية والدولية المفروضة على موسكو
وقال خلف، خلال مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز، إن انعقاد اللقاء على الأراضي الأمريكية في ولاية ألاسكا، واستقبال ترامب لبوتين بنفسه في المطار، ثم انتقالهما في سيارة واحدة لحضور الاجتماع، يُعد "كسراً واضحاً للأعراف الدبلوماسية" ورسالة سياسية بأن العلاقات بين البلدين تتخذ منحى جديداً ومغايراً لما شهدته خلال العقدين الأخيرين.
وأشار إلى أن هذه القمة أنهت عملياً حالة العزلة الغربية والدولية المفروضة على موسكو منذ بداية الحرب الأوكرانية، مؤكداً أن سفر بوتين للولايات المتحدة بعد ثلاث سنوات ونصف من القطيعة، يعد انتصاراً معنوياً ودبلوماسياً لروسيا.
استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين
ونوه خلف إلى أن القمة لم تقتصر على مناقشة الحرب الأوكرانية فحسب، بل تطرقت أيضاً إلى ملف استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين، موضحاً أن السفير الروسي في واشنطن، ألكسندر دارشيف، صرح بأن الجانبين بصدد استئناف جلسات العمل والمشاورات المشتركة بين البعثات الدبلوماسية.
وحول العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا، أكد الدكتور خلف أن هناك اتجاهاً أمريكياً لرفع "جزئي ورمزي" لبعض هذه العقوبات كخطوة أولى نحو إعادة تطبيع العلاقات، وقال إن زيارة بوتين للولايات المتحدة كانت خطوة استراتيجية ساعدت ترامب على تجنب فرض عقوبات ثانوية قاسية على روسيا وداعميها مثل الصين والهند، خاصة بعد تقليص مهلة فرض العقوبات من 50 إلى 12 يوماً.
ما الرسالة التي أراد بوتين أن يرسلها لترامب؟
وأضاف أن بوتين أراد أن يرسل رسالة مباشرة لترامب مفادها أنه لا يسعى إلى التصعيد، بل إلى التفاهم، مشيراً إلى أن موسكو تحاول التعامل مع الحرب من منطلق سياسي واقعي، خاصة مع إدراكها لحجم الخسائر الاقتصادية والعسكرية التي تحملتها خلال الفترة الماضية.