«ملف اليوم» يكشف روايات الاحتلال المضللة لتبرئة نفسه من جرائم غزة

ناقشت حلقة اليوم من برنامج "ملف اليوم"، الذي يقدمه الإعلامي كمال ماضي على قناة "القاهرة الإخبارية"، فصولًا من مسرحية سياسية مكشوفة، اتخذ فيها الاحتلال الكذب سلاحًا معلنًا لطمس ما شاهده العالم بأمّ عينه، في محاولة للتنصل من مسؤوليته عن إبادة سكان غزة، وغسل يديه من دماء أكثر من 61 ألف شهيد و250 ألف جريح، بينهم 1700 فلسطيني قضوا وهم ينتظرون المساعدات.
وقال الإعلامي كمال ماضي في مقدمة البرنامج إنه في مشهد يثير الاستهجان، زعم رئيس وزراء الاحتلال أن الفصائل الفلسطينية هي من قتلت هؤلاء، بينما تؤكد الصور وشهادات الأمريكيين أنفسهم أن رصاص جيشه هو من حصد أرواح الجائعين على أعتاب الأمل، ولم يكتفِ بذلك، بل مضى في حبكته مدعيًا أن جيشه بريء من تدمير غزة، وأن الفلسطينيين هم من لغموا منازلهم وفخخوها وفجروها، ملصقين الدمار بإسرائيل، وكأن صواريخ طائراته لم تدك البيوت على رؤوس ساكنيها، وكأن الركام المنتشر في كل أرجاء القطاع لا يشهد على الفاعل الحقيقي الذي وقع على جريمته بالنار والبارود.
محاولة ساذجة
وأضاف "ماضي" بأنها محاولة ساذجة لحجب شمس الحقيقة، عبر روايات واهية لتلميع صورة جيشٍ وصفه نتنياهو مرارًا بأنه "الأكثر أخلاقًا في العالم"، وكأنه يطبق المثل الشعبي القائل: "الزن على الآذان أشد أثرًا من السحر".
ولفت إلى أن نتنياهو اختتم مسرحيته هذه المرة بصراحة مدهشة، قائلاً: "لا نريد أن نرى في غزة لا حماس ولا سلطة"، وكأنه يعلن بوضوح أنه يريدها أرضًا يتيمة بلا بشر، وشوارع بلا أسماء، وصفحة بيضاء في كتاب التاريخ، سيمحو بالحرب والإبادة كل سطورها، في ظل مجلس أمن تتعثر خطواته أمام قيم العدل والإنصاف.
رسائل إلى العالم الغربي
ومن ناحية أخرى، قالت دانا أبو شمسية، مراسلة قناة "القاهرة الإخبارية" من القدس المحتلة، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد مؤتمراً صحفياً باللغة الإنجليزية، موجهاً رسائل بالأساس إلى العالم الغربي، بهدف تفنيد الاتهامات الموجهة إليه بقيادة حرب تجويع ومجاعة بحق سكان قطاع غزة.
وأوضحت، خلال مداخلة مع الإعلامي همام مجاهد، أن نتنياهو عرض خلال المؤتمر صوراً وصفها بـ"المزيفة" لحالات أطفال قال إنهم يعانون من أمراض، وليس من الجوع، مدعياً أن إسرائيل أدخلت أكثر من طنين من المساعدات الإنسانية، لكن الأمم المتحدة رفضت توزيعها عبر مراكزها، مؤكدةً أبو شمسية أن هذه رواية مجتزأة، يسعى نتنياهو من خلالها لتبرير وجود مراكز المساعدات الأمريكية التي تعمل تحت حماية جيش الاحتلال.
وأضافت أن نتنياهو أعلن عزمه مقاضاة بعض الصحف الأجنبية التي تحدثت عن مجاعة في غزة، واصفاً هذه التقارير بالمضللة، مشدداً على أنه يعمل على إدخال المساعدات وتقليص مدة الحرب لا إطالتها، رغم أن عائلات المحتجزين الإسرائيليين كانت قد دعته لاستغلال المنصة للحديث عن صفقة تبادل لا عن توسيع العملية العسكرية أو احتلال غزة.
وأشارت إلى أن نتنياهو عدّل أهداف الحرب التي كان يعلنها سابقاً، لتصبح خمسة أهداف بدلاً من ثلاثة، على رأسها نزع سلاح حركة "حماس"، وإعادة المحتجزين، ونزع سلاح قطاع غزة بالكامل، وضمان ألا يشكل القطاع تهديداً أمنياً على المستوطنات، وإقامة إدارة مدنية لا تقودها حركة "فتح" ولا السلطة الفلسطينية، مع الإبقاء على السيطرة العسكرية لجيش الاحتلال.
وبيّنت أن نتنياهو يواجه مأزقاً نتيجة العزلة الدبلوماسية المتزايدة والمواقف الغربية الرافضة لسياسة التجويع التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي كسلاح في الحرب، ما دفعه لمحاولة إقناع المجتمع الدولي بخطته، التي تتضمن السيطرة العسكرية على مدينة غزة.
وتوقعت أبو شمسية أن يلقي نتنياهو كلمة أخرى في الثامنة مساء بتوقيت القدس والقاهرة، ستكون موجهة أكثر لليمين المتطرف، خاصة رداً على تصريحات بتسلئيل سموتريتش التي شكك فيها بقدرته على إدارة الحرب.
وفي ردها على سؤال حول ما إذا كان خطاب نتنياهو يمثل تراجعاً عن موقفه بشأن احتلال غزة، قالت أبو شمسية إنه ماضٍ في خطته، لكنه يتجنب استخدام مصطلح "احتلال" لتفادي التبعات القانونية، إذ أن الاحتلال يعني وضع نحو مليوني فلسطيني تحت الإدارة المدنية والعسكرية الإسرائيلية، بما يتطلب التزامات قانونية على حكومة الاحتلال.