عاجل

كاترين فرج الله: احتلال كامل قطاع غزة تحول خطير في مسار الحرب |خاص

كاترين فرج الله
كاترين فرج الله

قالت الدكتورة كاترين فرج الله، الكاتبة والمحللة السياسية، أن الخطة التي وافق عليها مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي الكابينت لفرض سيطرة عسكرية كاملة على قطاع غزة تمثل تحولًا خطيرًا في مسار الحرب وتتجاوز العمليات السابقة التي كانت محدودة في أهدافها ومناطقها مشيرة إلى أن هذه الخطة تعكس الانقسام الداخلي الواضح في المؤسسات الإسرائيلية، لا سيما مع رفض أحزاب المعارضة لها لما تحمله من تكلفة مالية وعسكرية باهظة لن يستطيع الشعب الإسرائيلي تحمّلها.

وأكدت الدكتورة كاترين فرج الله في تصريح خاص لموقع نيوز رووم ، إن اختيار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لهذا التوقيت جاء في ظل عطلة الكنيست، ما يمنع المعارضة من التصويت ضد القرار، وأيضًا بالتزامن مع الزخم السياسي الذي أحدثه مؤتمر فرنسا بشأن حل الدولتين، والاعتراف الدولي غير المسبوق بهذا الحل.

وأضافت: "رغم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على أكثر من نصف القطاع، فإن هذا لا يعني السيطرة الكاملة، وبالتالي الحديث عن فرض السيطرة الشاملة على غزة يمثل سعيًا لتحقيق الحلم الإسرائيلي من النهر إلى الفرات".

الموقف المصري واضح وثابت

وفيما يتعلق بالموقف المصري، أكدت الدكتورة كاترين أن الموقف المصري كان واضحًا منذ اللحظة الأولى، برفض هذا العدوان بكافة مخططاته، وخاصة تلك المتعلقة بالتهجير، مشيرة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وضع خطوطًا حمراء لمنع تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر.

كما شددت على أن الموقف المصري لم يقتصر على القيادة السياسية، بل كان هناك رفض شعبي واسع لمحاولات تهجير سكان القطاع، ورفض مصر لكل المخططات التي تهدف إلى تحويل غزة إلى "ريفيرا الشرق الأوسط" لإنهاء القضية الفلسطينية. 

وتابعت: "مصر بذلت جهودًا جبارة سياسيًا وشعبيًا لحقن دماء الفلسطينيين، وساهمت في مسار المفاوضات وقدمت كل سبل الدعم الإنساني والإغاثي، في إطار حرص الرئيس السيسي على الحفاظ على القضية الفلسطينية ودعم الحق الفلسطيني المسلوب".

وأكدت أن حل الدولتين هو المبدأ الوحيد القادر على إنهاء الصراع، مشيرة إلى أن الهدف ليس إنهاء وجود إسرائيل، بل إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل.

كاترين فرج الله: على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات ضاغطة على إسرائيل

وتحدثت فرج الله عن سيناريوهات الحل، مؤكدة أن على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات ضاغطة على إسرائيل، وضرورة وقف الدعم الأمريكي السياسي والاقتصادي الذي يمنح إسرائيل الضوء الأخضر لتنفيذ عملياتها، مع ضرورة تمكين السلطة الفلسطينية من التفاوض نيابة عن الشعب الفلسطيني.

وشددت على أن حركة حماس يجب أن تفوت الفرصة على إسرائيل، لأن نتنياهو تاريخيًا يستغل وجود حماس للقضاء على حلم الدولة الفلسطينية، خاصة أن السيطرة على غزة ما هي إلا خطوة نحو فرض السيطرة على الضفة الغربية، ومن ثم القدس.

وقالت: "إن لم تُؤخذ هذه الحلول بجدية، سنكون أمام منعطف تاريخي غير مسبوق، وتطهير عرقي وكارثة إنسانية، ومشهد أكثر تعقيدًا".

وفيما يتعلق بالقانون الدولي، أوضحت الدكتورة كاترين أن إسرائيل لم تحترم القرارات الدولية، بل تتحايل عليها، مضيفة: "اتفاقية جنيف الرابعة تنص على عدم المساس بالمدنيين، وضمان حقوقهم الصحية والغذائية، وعدم استخدام القوة لاحتلال الأرض، ومع ذلك فإن إسرائيل تنتهك كل المواثيق الدولية، ولا تُبالي حتى بقرارات المحاكم الدولية".

وختمت الدكتورة كاترين فرج الله، الكاتبة والمحللة السياسية حديثها بالقول: "نتنياهو وحكومته يتمنون أن يروا شعب غزة محمّلًا على السفن إلى أي دولة، والخطة الإسرائيلية للسيطرة الكاملة على غزة تعكس منعطفًا خطيرًا واستراتيجية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، مما يتطلب وقفة عربية مساندة للدور المصري، ووقفة دولية جادة لوقف هذا التصعيد".

تم نسخ الرابط