عاجل

خلافات كبيرة في إسرائيل: ما بين العسكر وبعضهم.. والجيش والمستوى السياسي بسبب غزة

خلافات كبيرة في إسرائيل: ما بين العسكر وبعضهم.. والجيش والمستوى السياسي

جيش الاحتلال الإسرائيلي
جيش الاحتلال الإسرائيلي - أرشيفية

أكد اللواء يانيف آسور، قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وجود "خلافات" بين كبار القادة العسكريين، بعد أن اتهم تقرير نُشر في وقت سابق اليوم الجنرال بالتشاجر مع قائد القوات الجوية خلال اجتماع عقد مؤخرًا بشأن غزة.

خلافات بين قادة الجيش الإسرائيلي

وقال آسور خلال مراسم تكريم الجنود القتلى من اللواء المدرع 401، في مقطع فيديو نشره جيش الاحتلال الإسرائيلي: "القتال في غزة غالبًا ما يكون مصحوبًا بالتوتر، وأحيانًا الخلافات بين الأطراف المختلفة".

وأضاف: من المهم لي أن أقول بوضوح هذه خلافاتٌ ذات نوايا حسنة، إنها مناقشاتٌ جوهرية ومهنية، مدفوعةٌ برغبةٍ صادقةٍ من جميع قادة الجيش الإسرائيلي في فعل ما هو صوابٌ لأمن دولة إسرائيل، كما يقول.

وبحسب تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت، طالب آسور خلال اجتماع عبر مكالمة فيديو قبل نحو 10 أيام، قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء تومر بار بالتوقف عن التراجع عن قراراته بتنفيذ ضربات في غزة.

وكان قائد سلاح الجو الإسرائيلي، قد رفض زيادة عدد الغارات الجوية على قطاع غزة.

وبحسب التقرير، تدخل بار في الضربات بعد تزايد التقارير عن سقوط ضحايا من المدنيين في القطاع منذ مارس وهو ما أدى إلى تصاعد التوتر بينه وبين عسور.

وفي الاجتماع، انتقد آسور بشدة، وقال للجنرالات الآخرين: "أنتم هناك في تل أبيب منفصلون عما يحدث على الأرض".

ولكن ربما يشير بيان آسور الليلة إلى التوتر بين رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الفريق أول إيال زامير ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن خطط رئيس الوزراء "لاحتلال" قطاع غزة، والتي يعارضها زامير.

وفي سياق متصل، أكد الدكتور نزار نزال، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، في تصريح لـ"نيوز رووم"، أن ما يجري داخل إسرائيل ليس مجرد خلاف سياسي، بل هو ما يُعرف بـ"صراع المجموعات"، وهو من أخطر أنواع الصراعات، حيث يتمحور حول الهيمنة بين النخب السياسية والعسكرية.

وأوضح نزال أن إسرائيل تشهد تصدعًا داخليًا بين المؤسسة العسكرية التي ما زالت تحتفظ بطابعها العلماني الليبرالي، وبين القيادة السياسية التي تسعى لتدجين الجيش وفرض أجندة دينية قومية متشددة.

 نتنياهو يضغط لإعادة تشكيل الجيش

وأشار نزال إلى أن هناك محاولات مباشرة من المستوى السياسي في إسرائيل، بقيادة نتنياهو، للضغط على الجيش عبر إزاحة رئيس الأركان الحالي، "هرتسي هاليفي" أو إيال زامير (بحسب السياق المرتبط بالشخصية)، من أجل فتح الطريق أمام قيادات عسكرية دينية من الصف الثاني أو الثالث تنتمي للصهيونية الدينية.

وأضاف أن هذه المحاولة تهدف إلى تحويل الجيش من مؤسسة وطنية علمانية إلى ذراع ديني أيديولوجي يخدم أجندة الحكومة، وهو ما يمثل، بحسب وصفه، تغييرًا جذريًا في طبيعة الدولة التي تأسست على أسس علمانية ليبرالية.

انقسام داخلي يصل داخل الجيش

وكشف نزال أن الخلافات لم تعد فقط بين الجيش والحكومة، بل وصلت إلى الداخل العسكري نفسه، حيث بدأت تظهر حالة من التنافر بين الضباط والجنود العلمانيين ونظرائهم من الصهيونية الدينية، مما أدى إلى تشكل "فريقين داخل الجيش"، كلٌ له توجهاته وموقفه من القضايا الكبرى.

ووصف نزال هذا التصدع بأنه "لا يصل بعد إلى مرحلة التمرد"، لكنه يؤثر بشكل واضح على أداء المؤسسة العسكرية ويهدد بتفككها من الداخل على المدى المتوسط.

وفيما يخص ملف غزة، أكد الدكتور نزال أن ما يحدث يعكس الشرخ الواضح بين الرؤية السياسية والعسكرية. حيث يريد نتنياهو وحكومته احتلال غزة بالكامل، لكن الجيش يرى ذلك مستحيلاً عسكريًا.

وقال إن الجيش الإسرائيلي يدرك أن احتلال قطاع غزة الذي يضم أكثر من 2.4 مليون فلسطيني سيكون مستنقعًا شبيهًا بالتجربة الأمريكية في فيتنام، وقد يؤدي إلى استنزاف طويل الأمد لن يكون في صالح المؤسسة العسكرية.

ليس خداعًا.. بل تصادم حقيقي

اختتم الدكتور نزال تصريحه بالتأكيد على أن ما يجري "ليس خدعة سياسية كما يروّج البعض"، بل هو تصادم حقيقي بين رؤيتين داخل إسرائيل:

  • رؤية سياسية متطرفة تسعى للسيطرة وتوسيع النفوذ
  • ومؤسسة عسكرية تحاول الحفاظ على تماسكها وبنيتها التقليدية.

وأكد أن هذه الخلافات العميقة باتت تُهدد فعليًا أداء الجيش وقدرته على الاستجابة للقرارات السياسية، مما قد ينعكس سلبًا على مجمل المشهد الأمني في المنطقة.
 

تم نسخ الرابط