عاجل

محمد عبود يفضح «الوحدة 8200».. كيف تُصنّع إسرائيل التريندات لتفتيت العرب؟

الدكتور محمد عبود
الدكتور محمد عبود

كشف الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، عن الدور الخطير الذي تلعبه الوحدة 8200 الإسرائيلية، إحدى أخطر وحدات الاستخبارات التابعة الكيان الصهيوني، في تفكيك المجتمعات العربية وخلق الشقاق بينها، من خلال استخدام التريندات الزائفة والشائعات الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح محمد عبود، خلال لقائه في برنامج "مساء جديد" على قناة المحور الفضائية، أن ما يُعرف إعلاميًا بـ"ثلاثي أضواء المسرح" – أفيخاي أدرعي، إيدي كوهين، ومئير مصري يؤدون أدوارًا متكاملة ومدروسة بعناية في خدمة أهداف هذه الوحدة، التي تسعى لبث الفتنة، وترويج الكراهية بين الشعوب العربية.

حالة نفسية ضد العرب

وصف محمد عبود إيدي كوهين بأنه "الأخطر" بين الثلاثة، موضحًا أن خلفيته الشخصية ساهمت في تكوين رغبة انتقامية حادة ضد العالم العربي، حيث نشأ في لبنان وكان والده جاسوسًا لصالح إسرائيل وتم إعدامه هناك، ما ترك داخله شعورًا بالمظلومية والرغبة في الثأر.

وأضاف محمد عبود: "كوهين يُعاني من اضطرابات واضحة تظهر عليه عند الحديث بالعبرية، وقد رُصدت عليه رعشات جسدية غير إرادية، تعكس حالة من التوتر النفسي الشديد"، مشيرًا إلى أن هذه الانفعالات ليست تمثيلًا، بل نتيجة لمرارة شخصية تجاه العالم العربي، يحاول تفريغها في صورة تريندات سياسية أو حتى رياضية لبث الانقسام.

صناعة التريند .. كيف يعمل؟

أوضح محمد عبود أن كوهين يعمل وفق منهجية "فتنة المايكرو"، حيث يستغل أي خلاف عربي – ولو كان مباراة كرة – ليفجره على السوشيال ميديا، ويصنع من خلاله تريندًا مصطنعًا، يحوّله مع الوقت إلى قضية رأي عام.

وتابع محمد عبود: "كوهين لا يحتاج إلى لجان إلكترونية محترفة، يكفيه إشعال شرارة بسيطة لتأجيج جمهور بسيط ينجرّ وراءه عاطفيًا"، مشيرًا إلى أن بعض التعليقات السلبية تكون جزءًا من خطته لجذب التفاعل، فهو لا يهتم بنوع التفاعل بل بحجمه فقط.

شائعات قصيرة الذاكرة

ضرب محمد عبود مثالًا بتريند "أين الملك؟" الذي أطلقه كوهين سابقًا بشأن ملك الأردن، مدعيًا اختفائه في وقت كان يقضي فيه عطلة صيفية، قائًلا: "هذه الأكاذيب تُصنع بدقة، وتنتشر سريعًا لأن ذاكرة السوشيال ميديا قصيرة، وهو يعتمد على أن الجمهور سينسى الأكذوبة السابقة بمجرد ظهور أكذوبة جديدة".

وأكد محمد عبود أن كوهين يكرّر الأكاذيب دون توقف، اعتمادًا على سرعة الاستهلاك الرقمي، وأنه يتلقى دعمًا مباشرًا من الوحدة 8200، حيث يتم تحليل السلوك الرقمي للجمهور العربي، وتصميم الحملات الدعائية المسمومة بناءً على ذلك.

<strong>الإعلامي يوسف الحسيني</strong>
الإعلامي يوسف الحسيني

تفكيك الوعي العربي

وحذّر محمد عبود من أن ما يجري ليس عشوائيًا، بل جزء من منظومة متكاملة تهدف إلى ضرب الوعي العربي من الداخل، باستخدام شخصيات ظاهرها مدني أو إعلامي، وحقيقتها ضباط أو عملاء مأجورون لخدمة أجندة الاحتلال.

وختم محمد عبود قائلًا: "الوحدة 8200 تُخطط وتنفذ، وهؤلاء مجرد أدوات، ونحن علينا أن نفهم اللعبة ونوقف التفاعل معهم. كل تعليق أو إعادة تغريد تمنحهم طوق نجاة جديدًا".

تم نسخ الرابط