رئيس جامعة الأزهر ينعى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة

قدمت جامعة الأزهر برئاسة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، ونواب رئيس الجامعة، وعمداء الكليات، وأمين عام الجامعة، وجميع منسوبي جامعة الأزهر بالقاهرة والأقاليم؛ بخالص العزاء وصادق المواساة إلى المملكة العربية السعودية .
رئيس جامعة الأزهر ينعى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة
وذلك في وفاة المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ الدكتور عبد العزيز آل الشيخ، مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس اللجنة الدائمة للإفتاء، الذي لبى نداء المولى -عز وجل- بعد مسيرة حافلة بالعطاء العلمي، سائلين المولى -عز وجل- أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا. ﴿إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون﴾.
وفاة مفتي عام السعودية
أعلن الديوان الملكي السعودي وفاة مفتي المملكة، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، اليوم الثلاثاء.
وأشار الديوان الملكي إلى أن الصلاة على مفتي المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الراحل ستقام في جامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض بعد صلاة العصر الثلاثاء.
ووجه العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بإقامة صلاة الغائب على مفتي المملكة في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة وفي جميع مساجد السعودية بعد صلاة العصر، وفق ما أعلنه الديوان الملكي.
وشغل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، الذي تُوفي عن عمر يناهز الـ81 عاما، منصب مفتي المملكة منذ مايو من عام 1999 خلفا للشيخ عبدالعزيز بن باز.
من هو عبدالعزيز آل الشيخ؟
وُلد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في مكة المكرمة عام 1362هـ (1943م)، في أسرة علمية عريقة تعود جذورها إلى آل الشيخ، أحفاد الإمام محمد بن عبدالوهاب. نشأ منذ طفولته في بيئة مفعمة بالعلم، وحفظ القرآن الكريم صغيرًا عام 1373هـ، رغم اليُتم المبكر الذي عايشه بعد وفاة والده وهو لم يتجاوز الثامنة من عمره.
مسيرته العلمية
بدأ مسيرته العلمية مدرسًا في معهد إمام الدعوة العلمي عام 1384هـ، ثم تدرج في السلك الأكاديمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حتى وصل إلى رتبة أستاذ مشارك بكلية الشريعة عام 1400هـ. وقد عُرف منذ بداياته بثباته على المنهج الوسطي وحرصه على نشر العلم بين طلابه ومجتمعه.
في عام 1407هـ، صدر قرار بتعيينه عضوًا في هيئة كبار العلماء، ليبدأ مرحلة جديدة من التأثير العلمي والفقهي. ثم تولى مناصب عدة، منها إمامة وخطابة جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض، وعضوية اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء. وفي عام 1420هـ، عُين بأمر ملكي مفتيًا عامًا للمملكة العربية السعودية ورئيسًا لهيئة كبار العلماء، خلفًا للشيخ عبدالعزيز بن باز، ليتحمل مسؤولية من أعظم المناصب الدينية في العالم الإسلامي.
من أبرز محطاته التي بقيت عالقة في ذاكرة المسلمين، خطبته في يوم عرفة بمسجد نمرة، حيث واصل الخطابة 35 عامًا متتالية، من عام 1402هـ حتى 1436هـ، ليصبح صاحب أطول فترة في إلقاء خطبة الحج بعرفات في التاريخ الحديث.
وقد كانت كلماته في عرفات منبرًا للهداية والإرشاد، يستمع إليها ملايين الحجاج في مشارق الأرض ومغاربها.
لم يقتصر دوره على المنابر، بل كان حاضرًا في المؤتمرات والندوات والمحافل العلمية داخل المملكة وخارجها، كما أسهم في العديد من البرامج الدينية عبر الإذاعة والتلفزيون، مؤكدًا مكانته كأحد أبرز علماء الأمة في عصره.