إذاعة القرآن الكريم تتسلم مقتنيات الشيخ "عطية حسب" تمهيدًا لضمها لمتحف القراء

في خطوة جديدة نحو حفظ تراث كبار قراء القرآن الكريم وتكريم رموز التلاوة المصرية، تسلمت إذاعة القرآن الكريم من القاهرة عددًا من المتعلقات والممتلكات الشخصية للشيخ محمد عطية حسب، تمهيدًا لضمها إلى متحف قراء القرآن الكريم المزمع افتتاحه قريبًا.
مقتنيات كبار القراء
وتأتي هذه المبادرة في إطار حرص الهيئة الوطنية للإعلام على جمع مقتنيات كبار القراء وتوثيق إرثهم الصوتي والإنساني، بما يعكس عمق الأثر الذي تركوه في الوجدان المصري والعربي.
متحف مقتنيات قراء إذاعة القرآن الكريم
ويُعد متحف مقتنيات قراء إذاعة القرآن الكريم مشروعًا ثقافيًّا وتوثيقيًّا غير مسبوق، تسعى من خلاله الإذاعة إلى جمع وعرض متعلقات كبار القراء الذين أثروا المكتبة الصوتية المصرية والعربية بتلاواتهم الخاشعة. ويهدف المتحف إلى تعريف الأجيال الجديدة بتاريخ هؤلاء الروّاد، من خلال مقتنياتهم الشخصية، ومخطوطاتهم، وصورهم النادرة، وتسجيلاتهم الأصلية، ليكون المتحف شاهدًا حيًّا على عظمة هذه المدرسة المصرية العريقة في فن التلاوة.
تخليد أسماء القراء
وتُعد هذه الخطوة جزءًا من جهود إذاعة القرآن الكريم المستمرة لتخليد أسماء القراء الذين أسهموا في نشر كتاب الله، وترسيخ مدرسة التلاوة المصرية التي لا تزال تحظى بمكانة رفيعة في العالم الإسلامي.
متحف القراء إضافة نوعية للمشهد الثقافي
ويُنتظر أن يشكل متحف القراء إضافة نوعية للمشهد الثقافي والديني في مصر، باعتباره منصة توثيقية تُخلّد مسيرة روّاد التلاوة الذين اقترنت أصواتهم بتاريخ الإذاعة المصرية. كما يعكس المتحف تقدير الدولة لمكانة القراء، وحرصها على إبراز الدور المحوري الذي لعبوه في خدمة القرآن الكريم وتوصيل رسالته بروح من الخشوع والإتقان الفني، بما يعزز من مكانة مصر الرائدة في هذا المجال.
النشأة والمسيرة القرآنية
مولده
وُلد الشيخ محمد عطية حسب عام 1936 في مصر، في أسرة حفظة للقرآن، حيث حفظ القرآن قبل سن السابعة بفضل الجو الروحي والديني الذي نشأ فيه .
في سن العاشرة انتقل إلى القاهرة لتعلم أصول القراءات، ومن ثم التحق بـ المعهد الديني بالمنصورة عام 1950، حيث لقبه أصدقاؤه باسم محمد رفعت نسبةً إلى النمط الذي أحب أن يحاكيه في تلاوته .
درس تحت إشراف الشيخ سيد سلامة في القاهرة وتعلم من خلاله القراءات السبع، ثم قرأ إلى جانب كبار المشايخ مثل مصطفى إسماعيل، محمد صديق المنشاوي، الطه الفشني، البهتيمي وغيرهم .
أقام الكثير من الحفلات والمناسبات في عدة مناطق، مما وسّع شهرته على مستوى الوجه البحري ومناطق مصرية أخرى
التجويد والإذاعة والسفر
اعتمد قارئًا في إذاعة القرآن الكريم منذ عام 1971، حيث تميز بصوت عذب وأداء مؤثر، وخاصة عبر آذان وتلاوات الفجر .
عزّزت تلاواته الخشعة وهدوء صوته شهرته حتى وصلت إلى أقطار العالم، فزار عدة دول لنشر الروح القرآنية وتحفيز الاستماع للقرآن الكريم، خاصة في الإمارات خلال شهر رمضان .
وضمن جهود وزارة الأوقاف حيث أعيد إيفاده كسفير للقرآن والعمل الدعوي إلى تنزانيا عدة مرات، أولها عام 2016 ثم 2017، للعمل إمامًا وخطيبًا في المركز الإسلامي المصري بدار السلام بدولة تنزانيا.
أصبح له لون قرآني مستقل ومميز عن سائر القراء بما امتلكه من مالك صوت رقيق وطبيعة أداء تُقارب أداء الشيخ محمد رفعت .
التزم بأحكام وآداب التلاوة، راعى احترام الكتاب والمخاطبين، مما أكسبه مكانة رفيعة بين محبّي التلاوة الهادئة والمتقنة .