«رئيس مراقبة الملاحة بقناة السويس»:القناة شريان الحياة للتجارة العالمية|فيديو

في ظل التحديات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، تظل "قناة السويس" شريانًا حيويًا للتجارة الدولية، حيث تمر عبر ممرها المائي نحو 12-18% من حجم التجارة العالمية، و30-35%من حاويات العالم.
أعلن المهندس رضا شحاته، رئيس مراقبة الملاحة بهيئة قناة السويس، عن تفاصيل جديدة حول مشروع تطوير القطاع الجنوبي للقناة والذي يُعد أحدث حلقات سلسلة التطوير المستمرة منذ 2015.
و كشف شحاته في حوار خاص لقناة "الاولى المصرية "أن المشروع يأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي ورؤية الفريق أسامة ربيع، رئيس الهيئة لمواكبة تطور صناعة النقل البحري، حيث يشمل:التوسع الأفقي و زيادة عرض القناة 40 مترًا في المساحة بين الكيلو 132 و162 لترتفع الطاقة الاستيعابية من 93 إلى 101 سفينة يوميًا ، التعميق إلى 27 مترًا لاستيعاب السفن العملاقة ذات الغاطس الكبير مثل ناقلة "دورادو" التي بلغ عرضها 90 مترًاوعبرت القناة في 8 نوفمبر 2022 لأول مرة، بالاضافة الي إطالة المسار المزدوج و إضافة 10 كم جديدة ليرتفع إجمالي المسارات المزدوجة إلى 81 كم، مما يقلل زمن العبور ويرفع الكفاءة.
وأكد المهندس رضا شحاته أن هذه التطورات تُجرى بأيدي وخبرات مصرية، دون عبء على الموازنة العامة، بما يعكس قدرة الهيئة على تحقيق الاكتفاء الذاتي.
تحديات القرية العالمية
أشار شحاته إلى أن القناة تُدار بتقنيات متطورة، مع العمل على تطبيق الذكاء الاصطناعي في أنظمة الملاحة، خاصة مع انتشار السفن ذاتية القيادة (Autonomous Ships) كما تم إنشاء مركز إدارة أزمات متصل بالعاصمة الإدارية، يُدرب المرشدين على: محاكاة السيناريوهات الطارئة (مثل جنوح السفن أو التلوث) والتعامل مع الظروف الجوية الصعبة عبر أكبر مركز محاكاة في الشرق الأوسط، بالاضافة الي التنسيق الفوري مع فرق الإنقاذ والقطارات والكراكات.
وفي مثال عملي، لفت إلى أن متوسط وقت التعامل مع الحوادث لا يتجاوز 3-4 ساعات، كما حدث مع حادثة جنوح سفينة "إيفر غيفن"عام 2021، والتي تم حلها في 6 أيام رغم تعقيداتها.
التحديات والرؤية المستقبلية
رغم تراجع عدد السفن العابرة حاليًا بسبب الأوضاع في البحر الأحمر، إلا أن شحاته أكد أن الهيئة تستعد لاستعادة المعدلات القياسية (103-105 سفن/يوم) عبر التوسع في القطاع الأوسط لرفع الطاقة إلى120 سفينة يوميًا، والاستثمار في البنية التحتية مثل الأبراج الملاحية والمحطات الذكية، بالاضافة الي التدريب المستمر للمرشدين لمواكبة معايير السلامة الدولية.
و اختتم رئيس مراقبة الملاحة بهيئة قناة السويس، حديثه بالتأكيد على أن القناة ليست مجرد ممر ملاحي، بل أحد ركائز الاقتصاد القومي حيث توفر مليارات الدولارات سنويًا، وتدعم رؤية مصر مع استمرار التطوير و تتجهز القناة لاستقبال عصر جديد من السفن العملاقة مدعومةً بتكنولوجيا لا تعرف حدودًا.