عاجل

في ذكرى رحيله..عاطف سالم المخرج الواقعي الذي خلّد الأسرة المصرية على الشاشة

المخرج عاطف سالم
المخرج عاطف سالم

تحل اليوم ذكرى وفاة واحد من أبرز مخرجي السينما المصرية، المخرج عاطف سالم، الذي غيّبه الموت في 30 يوليو عام 2002، بعد مشوار فني حافل استمر لما يقرب من خمسة عقود، قدّم خلالها عشرات الأعمال التي لامست وجدان المواطن المصري وعبّرت عن همومه بصدق وعفوية.

نشأة عاطف سالم

وُلد عاطف سالم في مثل هذا اليوم من عام 1921 بمدينة الأبيض بالسودان، لأسرة مصرية كانت تقيم هناك في ظل الوجود العسكري المصري بالسودان، قبل أن تنتقل الأسرة إلى القاهرة وهو لا يزال طفلًا. ومنذ بداياته، أبدى عاطف شغفًا كبيرًا بالفن السابع، فالتحق بـمعهد السينما وبدأ حياته المهنية كمساعد مخرج لعدد من الأسماء الكبيرة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، من بينهم أحمد بدرخان وأحمد جلال.

في عام 1952، أخرج أولى تجاربه السينمائية من خلال فيلم "الحرمان"، ليفتح بذلك الباب أمام مسيرة طويلة من الإخراج المتميز الذي اتسم دائمًا بالبساطة والواقعية والاهتمام بالقضايا الاجتماعية والإنسانية.

سينما تلامس الشارع المصري

تميّز عاطف سالم برؤية إخراجية تميل إلى الواقعية الاجتماعية، حيث كانت أفلامه مرآة تعكس مشكلات الطبقة المتوسطة وقضايا الأسرة والتربية والصراع الطبقي والبطالة.

من بين أبرز أفلامه التي أحدثت صدى واسعًا:

"جعلوني مجرمًا" (1954): فيلم اجتماعي إنساني ناقش قضية "صحيفة السوابق"، وساهم في تغيير القوانين المصرية المتعلقة بها.

"أم العروسة" (1963): من أصدق ما قُدِّم عن تفاصيل الأسرة المصرية في لحظات الفرح والتوتر الاجتماعي.

"الحفيد" (1974): امتداد طبيعي لـ"أم العروسة"، دمج الكوميديا بالتربية في إطار درامي جعل منه أيقونة للأجيال.

كما أخرج أعمالًا بارزة منها: "شباب امرأة"، "خان الخليلي"، "صراع في النيل"، "إحنا التلامذة"، "يوم من عمري"، والتي رسّخت مكانته كواحد من صُنّاع السينما الواقعية الأكثر تأثيرًا.

اكتشاف نبيلة عبيد وزواج خاطف

لم يقتصر تأثير عاطف سالم على الإخراج فقط، بل ساهم في اكتشاف عدد من المواهب، من أبرزهم الفنانة نبيلة عبيد، التي قدّمها لأول مرة في فيلم "مفيش تفاهم" عام 1961. وسرعان ما تطوّرت العلاقة إلى ارتباط عاطفي انتهى بزواج لم يدم طويلًا في السبعينات، إلا أن التقدير الفني بينهما ظل قائمًا، وصرّحت عبيد في أكثر من مناسبة بأن عاطف سالم كان له دور جوهري في تكوين شخصيتها الفنية.

جوائز وتكريمات وعطاء لا ينضب

واصل عاطف سالم العمل والإبداع حتى أواخر التسعينات، وكرّمه المجلس الأعلى للثقافة عام 1999 بمنحه جائزة الدولة للتفوق في الفنون، اعترافًا بعطائه الممتد وأثره الفني والاجتماعي في السينما المصرية والعربية.

ورحل عن عالمنا يوم 30 يوليو 2002، عن عمر ناهز 81 عامًا، بعد أن ترك خلفه إرثًا سينمائيًا زاخرًا ما زال يُدرّس ويُعرض حتى يومنا هذا، كأمثلة حية على الفن الصادق الذي ينبض بحياة الناس وقضاياهم.

تم نسخ الرابط