اشتباكات دامية تمتد لجبهة جديدة.. تايلاند وكمبوديا في أسوأ تصعيد منذ 13 عامًا

امتدت الاشتباكات العسكرية بين تايلاند وكمبوديا على الحدود المشتركة لليوم الثالث على التوالي، في تصعيد خطير يُعدّ الأسوأ منذ أكثر من 13 عامًا، بحسب ما أفادت وكالة "رويترز".
وشهد اليوم السبت ظهور نقاط اشتباك جديدة، فيما يسعى الطرفان لكسب تأييد دبلوماسي دولي وسط تبادل الاتهامات.
ويؤكد كل من الجانبين أنه يتحرك "دفاعًا عن النفس"، في وقت دعت فيه كلا العاصمتين إلى وقف القتال وبدء مفاوضات لإنهاء النزاع الحدودي المستمر.
سقوط قتلى ونزوح الآلاف
وأدى القتال حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 30 شخصًا، بينهم جنود ومدنيون، ونزوح أكثر من 130 ألف شخص من المناطق الحدودية.
وأكدت البحرية التايلاندية أن جبهة قتال جديدة اندلعت صباح السبت في إقليم ترات الساحلي، الذي يبعد أكثر من 100 كيلومتر عن مناطق التوتر السابقة، ما يوسّع رقعة المواجهات.
اتهامات متبادلة وتصعيد دبلوماسي
ومن جانبها، أفادت وزارة الدفاع الكمبودية بمقتل 5 جنود و8 مدنيين منذ بدء التصعيد، بينما بلغ عدد القتلى في صفوف الجيش التايلاندي 19 حتى اليوم.
وفي اجتماع لمجلس الأمن الدولي أمس الجمعة، اتهم السفير التايلاندي كمبوديا بزرع ألغام أرضية حديثًا داخل الأراضي التايلاندية، وهو ما نفته بنوم بنه بشدة.
وكانت كمبوديا قد اتهمت تايلاند، يوم الخميس، بشن "هجوم عسكري متعمد وغير قانوني"، وقالت إنها تحشد الآن قوات ومعدات عسكرية على الحدود. ووصفت وزارة الدفاع الكمبودية هذه الاستعدادات بأنها "تكشف عن نية واضحة لتوسيع العدوان وانتهاك السيادة".
دعوات للتهدئة وسط أزمة سياسية
كمبوديا دعت المجتمع الدولي إلى إدانة ما وصفته بـ"العدوان التايلاندي"، ومنع أي تصعيد عسكري جديد. في المقابل، أكدت بانكوك مجددًا رغبتها في حل الأزمة من خلال الحوار الثنائي، متهمةً كمبوديا بـ"تفادي التفاوض والتوجه نحو التدويل لتحقيق مكاسب سياسية داخلية".
وتأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه الحكومة الائتلافية الهشة في تايلاند ضغوطًا داخلية، ما يجعل من هذا النزاع عاملًا إضافيًا يهدد استقرارها.
انفجار لغم على الحدود يشعل التوتر القديم بين تايلاند وكمبوديا
اندلعت مواجهات عنيفة، أمس الأول الخميس، بين القوات التايلاندية والكمبودية على الحدود المتنازع عليها بين البلدين، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وأدى إلى عمليات إجلاء عاجلة للسكان المحليين، وسط تصاعد التوتر وتدهور في العلاقات الدبلوماسية بين الجارتين في جنوب شرق آسيا.
انفجار لغم على الحدود يشعل التوتر القديم بين تايلاند وكمبوديا
ويعد النزاع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا واحدًا من أقدم الملفات في المنطقة، حيث تعود جذوره إلى خريطة أعدتها فرنسا عام 1907 أثناء استعمارها لكمبوديا، والتي استخدمتها كمبوديا لاحقًا للمطالبة بأجزاء من الأراضي الحدودية. إلا أن غموض التفاصيل الجغرافية في تلك الخريطة أدى إلى تفسيرات متباينة، وهو ما رفضته تايلاند، لتتفجر أولى الخلافات الحدودية بين البلدين.
ورغم محاولات متكررة لاحتواء النزاع عبر القنوات الدبلوماسية، بما في ذلك حكم محكمة العدل الدولية في عام 1962، لم يتم التوصل إلى حل نهائي، وظلت مناطق تضم معابد أثرية موضع خلاف مستمر.