هل انتهى أمل تحقيق هدنة غزة بعد الانسحاب الأمريكي والإسرائيلي من المفاوضات؟

قالت الباحثة السياسية الفلسطينية الدكتورة تمارا حداد إن تصريحات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الأخيرة بشأن مفاوضات غزة لا تأتي من فراغ، بل تُشير إلى سيناريوهات متعددة، أبرزها الضغط على حركة حماس، بالتنسيق مع قطر، لدفعها نحو إبداء مزيد من المرونة في مسار المفاوضات.
وأوضحت الدكتورة تمارا حداد في حديث خاص لموقع نيوز رووم، أن تصريحات ويتكوف تأتي في سياق أوسع من التفاهمات الدولية، تهدف إلى دفع حماس نحو تقديم تنازلات واضحة، خاصة في ظل رفض حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة على رأسها بنيامين نتنياهو، للرد الذي قدمته الحركة، واعتبارها له بمثابة شروط مسبقة، مشيرة إلى أن هذا الرفض الإسرائيلي، يعكس إصرار تل أبيب على إفشال المفاوضات وتحميل حماس مسؤولية ذلك.
وأضافت: "ما نشهده من مماطلة إسرائيلية وسحب للوقت، بالتوازي مع تصريحات ويتكوف، هو جزء من سياسة الضغط على الحركة، بهدف انتزاع تنازلات حاسمة، تتعلق بشكل أساسي بمستقبل حكم حماس في قطاع غزة، وهو ما ترفضه إسرائيل بشكل قاطع".
الضغط العسكري على حماس
وأشارت إلى أن السيناريو الثاني، في حال فشل الضغط السياسي، سيكون اللجوء إلى التصعيد العسكري، بما في ذلك تكثيف الغارات الجوية، وتضييق الخناق الإنساني على المدنيين، وربما تنفيذ عملية اجتياح بري كامل لقطاع غزة، بهدف استعادة الأسرى الإسرائيليين، على غرار أسلوب "المارينز" في العراق وأفغانستان.
كما توقعت حداد أن تشمل العمليات القادمة قصف الأنفاق، واستهداف قيادات الحركة داخل القطاع وخارجه، وتكثيف عمليات الاغتيال والتضييق المالي على حماس، بالتوازي مع إعادة طرح مشروع إنشاء مدينة إنسانية في رفح، كغطاء لتهجير السكان وإحداث تغيير ديموغرافي.
ولفتت إلى أن هذه التوجهات تأتي ضمن استراتيجية نتنياهو التي تتقاطع مع رؤية ترامب حول تحويل غزة إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، في إطار خطة أوسع تتضمن استكمال مشروع "عربات جدعون"، خاصة في حال انهيار المسار التفاوضي.

وختمت الدكتورة تمارا حداد بالقول: "تصريحات ويتكوف تزيد من الإحباط الشعبي، حيث علّق الفلسطينيون آمالهم على مفاوضات تبدو اليوم وكأنها كانت رهانات على أوهام، في ظل تمسك كل من إسرائيل وحماس بمواقفهما، وسعي الطرفين للحفاظ على بقائهما في المشهد السياسي، وهو ما يجعل فرص التوصل إلى حل سياسي أمراً بالغ الصعوبة".