خبير: اتفاق السودان أصعب من اتفاقية الجلاء، وثورة يوليو أنقذت الريف

أكد الدكتور صفوت الديب، الخبير الاستراتيجي، أن ثورة 23 يوليو 1952 لم تكن مجرد تغيير سياسي، بل كانت نقطة تحوّل فارقة في تاريخ مصر والمنطقة بأسرها، سواء على الصعيد المحلي أو العربي.
ثورة تجاوزت حدود مصر
وأوضح الديب خلال استضافته عبر برنامج "حقائق وأسرار" المذاع عبر قناة صدي البلد، أن التأثير الإقليمي لثورة يوليو ظهر سريعًا، إذ استلهمت العديد من الشعوب العربية حركتها التحررية من التجربة المصرية، لا سيما في مقاومة الاستعمار واستعادة الإرادة الوطنية، وأشار إلى أن الثورة لم تكن حدثًا منعزلًا، بل بعثت برسالة قوية أن زمن الهيمنة الأجنبية قد ولى، وأن إرادة الشعوب قادرة على التغيير الجذري.
السودان.. ملف معقد أكثر من الجلاء
وفي سياق حديثه، كشف الدكتور صفوت أن المفاوضات التي دارت حول السودان عقب الثورة كانت أكثر تعقيدًا من تلك المتعلقة بجلاء القوات البريطانية عن مصر. وقال إن التعامل مع ملف السودان تطلب حسابات دقيقة، خاصة مع خصوصية العلاقة بين البلدين آنذاك، والتداخل في الملفات السياسية والاقتصادية.
الريف قبل الثورة.. بلا تعليم ولا علاج
وانتقل الديب للحديث عن الأحوال الداخلية لمصر قبل يوليو 52، مؤكدًا أن الوضع الاقتصادي كان في حالة انهيار، خاصة في الريف الذي وصفه بـ"المهمّش والمنسي". وأشار إلى أنه لم يكن هناك وجود فعلي لمؤسسات تعليمية في القرى، وكانت الخدمات الصحية شبه معدومة.
نقلة نوعية في التعليم والصحة بعد الثورة
ولفت إلى أن الدولة بدأت بعد الثورة في تنفيذ مشروع طموح لتمكين المواطنين من حقهم في التعليم والرعاية الصحية، ما أدى إلى تضاعف عدد طلاب العلم بنسبة قاربت 300%، وظهور وحدات صحية جديدة في القرى كانت غائبة تمامًا قبل ذلك.
رسالة الثورة.. العدالة والكرامة أولاً
وختم الديب حديثه بالتأكيد على أن جوهر ثورة يوليو كان قائمًا على مبادئ العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وأن ما تحقق من إصلاحات في قطاعات التعليم والصحة والعمل كان نتيجة طبيعية لإرادة سياسية راغبة في بناء دولة حديثة تنهض بكل فئات المجتمع، وليس فقط النخبة أو سكان المدن.