ما هي العوامل التي ساهمت في تحسن الأداء المالي؟.. خبير اقتصادي يُجيب

أكد الدكتور وليد جاب الله، عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع، أن تحسن الأداء المالي لمصر يعكس نجاح الدولة في تنفيذ برنامج إصلاح مالي ونقدي متكامل بدأ في نوفمبر 2016، يركز على الاستدامة والانضباط المالي، وهو ما يُعد شرطًا رئيسيًا لأي مشروع تنموي حقيقي.
الموازنة العامة المصرية
وأوضح جاب الله، في مداخلة هاتفية مع قناة إكسترا نيوز، أن الموازنة العامة المصرية استطاعت، رغم الصدمات العالمية مثل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، أن تحافظ على تحقيق فائض أولي مستدام، مشيرًا إلى أن الأداء المالي للدولة لم يكن جامدًا بل تميز بـ"مرونة مدروسة" في مواجهة المتغيرات، دون المساس بالمستهدفات الرئيسية.
وفيما يتعلق بالدين العام، أكد جاب الله، أن الاستراتيجية الحالية تستهدف خفض الدين كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، لا كرقم مطلق، من خلال توسيع حجم الموازنة سنويًا وتحقيق فائض أولي، فضلًا عن تنويع أدوات الدين والاعتماد على تمويلات تنموية منخفضة التكلفة من المؤسسات الدولية.
وأضاف أن إطالة أجل الدين تعد من أبرز السياسات التي لجأت إليها الحكومة لتحسين إدارة الدين وتقليل أعبائه على المدى الطويل.
تنويع مصادر وأدوات التمويل ليس خيارًا وقت الأزمات فقط
وشدد جاب الله، على أن تنويع مصادر وأدوات التمويل ليس خيارًا وقت الأزمات فقط، بل هو نهج دائم تتبعه المالية العامة لضمان أفضل الشروط التمويلية في ظل اضطرابات الاقتصاد العالمي، لافتا إلى أن معظم دول العالم – بما فيها الولايات المتحدة – تعاني من أزمات مديونية خانقة، بينما نجحت مصر في توفير التمويل واستمرار الإنفاق على المشروعات القومية والسلع الأساسية، وسط حالة من الاستقرار السياسي والمالي والأمني.
المبادرات الموجهة
وفيما يخص دعم الأنشطة الاقتصادية، أكد جاب الله، أن مصر اتبعت منهج المبادرات الموجهة لدعم قطاعات معينة، مثل الصناعة والسياحة والإسكان والطيران، من خلال توفير تمويلات منخفضة التكلفة تتحمل الدولة جزءًا من أعبائها، ما ساعد على تحفيز النمو ودعم التشغيل، مع الحفاظ على قدر كبير من الانضباط المالي.
اختتم جاب الله، تصريحاته بالتأكيد على أن الدولة المصرية تسير في مسار إصلاحي متكامل، وتستهدف في المدى المتوسط تقليل الاعتماد على المبادرات، مع استقرار الاقتصاد العالمي وتقدم معدلات النمو، مضيفا:"لدينا طموحات مشروعة كدولة وشعب، ولكن مقارنةً بما يحدث عالميًا، فإن مصر نجحت في تحقيق توازن دقيق بين مواجهة الأزمات ومواصلة التنمية."