مكتبة الإسكندرية تطلق سلسلة "عارف" بلغة الإشارة لدعم ذوي الهمم|فيديو

كشف الدكتور أيمن سليمان، مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بالمكتبة، أنه في خطوة رائدة تُعزز إدماج ذوي الهمم في المشهد الثقافي، أطلقت مكتبة الإسكندرية نسخة بلغة الإشارة من سلسلة "عارف أصلك مستقبلك"، إحدى أبرز المشروعات التي تهدف إلى تعزيز الهوية المصرية بين الشباب، واعلن عن التفاصيل الكاملة لهذه المبادرة وأهدافها.
البداية
وأوضح دكتور سليمان في مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الاخبارية "أن فكرة المشروع بدأت قبل عامين، بهدف إنتاج محتوى ثقافي وتراثي يخاطب الشباب بأسلوب عصري وجذاب، مضيفًا"نؤمن في المكتبة أن الثقافة حق للجميع، لذا قررنا ألا ننتظر قدوم الجمهور إلينا، بل نذهب نحن إليهم"، مشيرًا إلى أن السلسلة تتكون من أفلام وثائقية قصيرة (2-3 دقائق) تُغطي التراث المصري عبر العصور القديم، القبطي الإسلامي، والمعاصر، بالإضافة إلى التراث الطبيعي.
وأضاف: أطلقنا 33 فيلمًا العام الماضي، ثم ترجمناها للإنجليزية والفرنسية، والخطوة الجديدة كانت إتاحتها بلغة الإشارة لذوي الاحتياجات الخاصة.
لماذا لغة الإشارة؟
كشف دكتور سليمان أن الفكرة تبلورت بعد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال مؤتمر يناير 2023، الذي شدد على ضرورة وجود مترجمي لغة إشارة في جميع الفعاليات الرسمية ،مضيفًا هذا دفعنا للتفكير كيف نقدم تراثنا لمن لا يسمعون؟
وأشار إلى أن الفريق استعان بخبراء في لغة الإشارة، كما عقد ورشًا مع فئات من ضعاف السمع لاختيار الموضوعات المناسبة ، سمعنا منهم مباشرة بعضهم طلب مواضيع عن الفراعنة، وآخرون عن قلعة قايتباي أو الآثار الغارقة.
وأكد سليمان أن الترجمة للغة الإشارة تختلف عن الترجمة النصية، فهي "لغة ثلاثية الأبعاد تعتمد على حركة الجسد"، مما استلزم إعادة صياغة المحتوى و تبسيط السيناريو تقليل المعلومات المعقدة، وتوضيح المفاهيم بجمل قصيرة، مع إطالة زمن المشاهد لإتاحة الوقت الكافي لفهم الإشارات، وتفعيل العناصر المرئية مثل الرسوم التوضيحية والخرائط.
وأضاف المهم هو إيصال الفكرة الأساسية دون إثقال الفيلم بالتفاصيل، لافتًا إلى أن بعض الأفلام استُبعدت لصعوبة ترجمتها، مثل تلك المتعلقة بالرموز الدينية المعقدة.
تفاعل "غير متوقع" من ذوي الهمم
وصف دكتور سليمان ردود الفعل خلال عرض الأفلام بـ"المبهرة"كانت السعادة بادية في عيون الأطفال والكبار، خاصة عندما شعروا أن المنتج مُعد خصيصًا لهم، وتلقى الفريق طلبات بتوسيع الموضوعات لتشمل التاريخ الإسلامي وتراث الصحراء.
وكشف مدير المركز عن خطة لتعميم التجربة عن طريق إنتاج أفلام لضعاف البصر بنظام الصوت الوصفي (Audio Description) وتوسيع نطاق الشراكة مع مدارس الأمل للصم ومؤسسات المجتمع المدني، وإدراج السلسلة في المناهج التعليمية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، مضيفًا هدفنا أن يصبح التراث ملكًا لكل المصريين، بغض النظر عن قدراتهم.
واختتم الدكتور أيمن سليمان، مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بالمكتبة حديثه ان المبادرة تعد مكتبة الإسكندرية كنموذجًا يُحتذى في توظيف الثقافة لتعزيز الإدماج المجتمعي، وأن التراث ليس حكرًا على أحد، بل هو جسر يربط الماضي بالمستقبل لجميع الأجيال.