عاجل

خبير سياسي: واشنطن تفرض تهدئة مؤقتة لخدمة مشروع «الشرق الأوسط الكبير» |فيديو

غزة
غزة

أكد الدكتور صلاح عبدالعاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، أن الحديث المتكرر عن قرب وقف إطلاق النار في قطاع غزة لا يعكس الواقع الميداني، بل يُستخدم كأداة سياسية في سياق حسابات إقليمية ودولية معقدة، مشيرًا إلى أن ما يجري ليس تهدئة حقيقية، بل "تبريد مؤقت" للصراع يخدم الأجندة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.

وجاءت تصريحات عبدالعاطي خلال مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، حيث شدد على أن الإدارة الأمريكية، برئاسة دونالد ترامب، تسعى من خلال هذه المرحلة إلى إعادة ضبط المشهد الإقليمي بما يتماشى مع رؤيتها لما يسمى بـ"مشروع الشرق الأوسط الكبير"، والذي يتضمن تحجيم النفوذ الصيني المتصاعد، وتعزيز الهيمنة الإسرائيلية كقوة إقليمية عسكرية واقتصادية.

أزمة سياسية داخل إسرائيل تعرقل جهود التهدئة

وأشار عبدالعاطي إلى أن حالة الشلل السياسي داخل إسرائيل، والتحديات التي يواجهها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو داخليًا، تلعب دورًا رئيسيًا في عرقلة أي تقدم نحو تسوية حقيقية. ولفت إلى أن تل أبيب لا تتعامل مع المفاوضات بجدية، بل تسعى لفرض وقائع على الأرض عبر استمرار سياسات القصف، والتجويع، والحصار، وكأن المفاوضات مجرد واجهة لخطط أحادية الجانب.

مشروع "مدينة الخيام" وتمزيق القطاع

وفي سياق متصل، حذر عبدالعاطي من تنفيذ إسرائيل لمخطط تهجير تدريجي لسكان قطاع غزة، حيث تسعى إلى تجميع السكان في مناطق ضيقة غرب القطاع تمهيدًا لنقلهم لاحقًا إلى ما يُسمى بـ"مدينة الخيام" قرب محور فيلادلفيا، في ظل تجاهل تام للقانون الدولي وحقوق اللاجئين الفلسطينيين.

خلفيات استراتيجية أمريكية ومشاريع بديلة

وأوضح عبدالعاطي أن الإدارة الأمريكية تسعى حاليًا إلى فرض معادلة جديدة لا ترتكز على حل عادل للقضية الفلسطينية، بل تروج لمفاهيم مثل "الاستقرار المؤقت" و"التنمية الموجهة" كبدائل سياسية، بهدف تمرير مشاريع استراتيجية كبرى، مثل الممر الملاحي الجديد الذي تروج له واشنطن كبديل اقتصادي لطريق الحرير الصيني.

وأضاف أن هذه المشاريع تُطرح بالتزامن مع دعم أمريكي غير مشروط لإسرائيل، وتوفير غطاء سياسي ودبلوماسي يتيح لها تنفيذ سياسات تهجير، وتدمير البنية التحتية في غزة، دون أية مساءلة أو ضغوط دولية فاعلة.

الدعم الشعبي الفلسطيني وصمود غزة

وختم عبدالعاطي بالقول إن إسرائيل، بدعم أمريكي، تعتقد أن اللحظة الحالية تمثل فرصة ذهبية لفرض رؤيتها حول "إسرائيل الكبرى"، في ظل انشغال العالم بالصراعات الجيوسياسية والانتخابات الأمريكية المقبلة، لكنه شدد على أن هذه المشاريع لن تصمد أمام صمود الشعب الفلسطيني، والرفض المتزايد من قبل قوى المجتمع الدولي لسياسات الاحتلال والتهجير القسري والتطهير العرقي.

تم نسخ الرابط