عاجل

نزار الجليدي: الموقف الأوروبي من استهداف إسرائيل للكنائس «مخزٍ ومهين»

الكاتب والمحلل السياسي
الكاتب والمحلل السياسي التونسي نزار الجليدي

وصف الكاتب والمحلل السياسي التونسي نزار الجليدي الموقف الأوروبي من  استهداف إسرائيل للكنائس في قطاع غزة بـ«المخزي والمهين»، معتبراً أن ردود الفعل الأوروبية جاءت متناقضة ومحدودة، حيث اكتفت بالتصريحات الشكلية دون اتخاذ أي إجراءات فعلية تجاه الكيان الإسرائيلي.

وفي تصريحات خاصة لـ«نيوز روم»، أوضح الجليدي أن الاتحاد الأوروبي اتبع سياسة الكيل بمكيالين منذ بداية العدوان على غزة، من خلال التنديد العام باستهداف المدنيين، لكن دون أي عقوبات أو مواقف صارمة تجاه إسرائيل، مع استثناء بعض الدول مثل أيرلندا التي اتخذت مواقف تاريخية داعمة للفلسطينيين، كما أشار إلى التطور التدريجي في الموقف الإسباني.

تصفية عرقية ممنهجة

وأضاف المحلل السياسي أن استهداف الكنائس في غزة يؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي لا يميز بين المسلم والمسيحي، ولا بين المسجد والكنيسة، وأن ما يحدث في الواقع هو تصفية عرقية ممنهجة تستهدف الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته.

وشدد الجليدي على أن صمت بعض الدول الأوروبية، وعلى رأسها إيطاليا التي طالما اعتبرت نفسها مدافعة عن الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط، يعد تجاوزًا للتواطؤ إلى حد التخلي الأخلاقي، خاصة مع قصف الكنائس التاريخية والأديرة التي تأوي نازحين في القطاع. وأشار أيضاً إلى غياب البابا ليو عن إدانة هذه الاعتداءات، خلافًا لسابقه البابا فرنسيس، ما يعكس تجاهلاً واضحاً لقضية استهداف المسيحيين في غزة.

ضغوط لوبيات داخلية

ولفت الجليدي إلى أن في المدى القريب، من غير المرجّح حدوث تغيير جذري في السياسة الأوروبية تجاه الاحتلال الإسرائيلي، هناك ضغوط لوبيات داخلية، وتحالفات استراتيجية مع الولايات المتحدة، تمنع أوروبا من تبنّي سياسة خارجية مستقلة تجاه إسرائيل.

الأصوات البرلمانية الرافضة للتواطؤ مع إسرائيل

لكن على المدى المتوسط، هناك ملامح بداية تحول، الرأي العام الأوروبي، وخصوصاً الشباب والكنائس والمنظمات الحقوقية، بدأ يخرج عن صمته، التظاهرات، حملات المقاطعة، وتزايد الأصوات البرلمانية الرافضة للتواطؤ مع إسرائيل، كلها مؤشرات على بداية تصدع في الجدار السياسي التقليدي.
وأكد المحلل السياسي أنه إذا استمرت إسرائيل في توسيع دائرة عدوانها لتشمل الرموز الدينية والمقدسات، فقد تجد أوروبا نفسها أمام خيار صعب، إما التواطؤ المكشوف، أو إعادة النظر في شراكتها مع دولة تمارس التصفية العرقية أمام أنظار العالم.
 

تم نسخ الرابط