تحقيقات إسرائيلية وهمية.. غطاء الاحتلال لجرائم ضد الكنائس والمستشفيات بغزة

في مشهد أصبح مألوفًا عقب كل جريمة، أعربت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، عن "أسفها" بعد الضربة التي استهدفت الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في قطاع غزة، والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين، دون تقديم أي ضمانات بمحاسبة الجناة أو اتخاذ إجراءات تمنع تكرار هذه الانتهاكات.
وزعمت وزارة الخارجية الإسرائيلية عبر منصة "إكس" أن "إسرائيل لا تستهدف الكنائس أو المواقع الدينية"، مضيفة: "نأسف لأي ضرر لحق بموقع ديني أو بالمدنيين غير المتورطين"، في إشارة إلى الحادث الذي استهدف محيط الكنيسة بمدينة غزة.
كما نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي بيانًا مدعيًا فيه: "نتابع التقارير التي تفيد بوقوع إصابات في محيط الكنيسة، ونجري حاليًا تحقيقًا في ملابسات الحادث، ونعرب عن أسفنا لأي ضرر قد حدث"، دون أن يعلن أي نتائج أو مؤشرات ملموسة تؤكد جدية التحقيق أو شفافيته.

سجل طويل من "التحقيقات" دون محاسبة
باتت ردود الأفعال الإسرائيلية المتكررة مليئة بالبرود وتثير شكوكًا واسعة لدى جهات حقوقية ومراقبين دوليين، حيث يرى محللون أن هذه التصريحات لا تعدو كونها محاولات لامتصاص الغضب العالمي بعد كل مجزرة ترتكبها قوات الاحتلال، بينما تظل نتائج التحقيقات "مجهولة" أو تُطمس عمداً.
وسبق أن أعلن الاحتلال، في أكتوبر 2023، فتح "تحقيق" في القصف الذي استهدف مستشفى المعمداني في غزة، والذي أسفر عن سقوط مئات الضحايا، ووقتها، زعمت إسرائيل أن صاروخًا أطلقته حركة الجهاد الإسلامي هو من تسبب بالقصف، دون تقديم أي أدلة موثوقة تدعم هذه الرواية.

الاعتداء الإسرائيلي على الوفد الدبلوماسي بجنين والمدنيين بمراكز المساعدات بغزة
وفي حوادث أخرى مشابهة، استهدفت قوات الاحتلال وفودًا دبلوماسية في جنين ورام الله، وقُدم ذات السيناريو: "فتح تحقيق".
كما زعمت إسرائيل فتح تحقيقات في قتل المدنيين الفلسطينيين أثناء تجمعهم بمراكز توزيع المساعدات الإنسانية في جنوب غزة، لكن دون إعلان أي نتائج أو مساءلة.
محاولة للالتفاف على المساءلة الدولية
يؤكد مراقبون أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد اتباع نمط متكرر من الإجرام يليه مجرد إعلان تحقيق شكلي، بغرض تخفيف الضغط الدولي وتجميل صورته أمام الرأي العام العالمي، لا سيما في ظل تزايد الأصوات المطالبة بمساءلة تل أبيب أمام محاكم دولية بتهم جرائم حرب.
ويرون أن إسرائيل "تتظاهر بالتحقيق" فقط عندما تشعر بقلق من ردود الفعل الدولية أو ضغوط دبلوماسية، لكنها في الحقيقة تواصل سياساتها العدوانية دون توقف، مستهدفة المدنيين والبنية التحتية في قطاع غزة سواء، بما في ذلك المستشفيات، والمدارس، ودور العبادة.