عاجل

كيف وصلت الأزمة السورية إلى هذه المرحلة؟.. تحليل شامل من باحث سياسي

 تصاعد الأوضاع الأخيرة
تصاعد الأوضاع الأخيرة في سوريا

في تطورات جديدة تبرز تعقيدات المشهد السياسي في سوريا، أكد الكاتب والباحث السياسي السوري أحمد شيخو أن البلاد تمر بمرحلة انتقالية جديدة بدأت منذ الثامن من ديسمبر الماضي، إلا أن تنفيذ هذه المرحلة يواجه العديد من التحديات والمشكلات، خاصة من جانب السلطة القائمة في دمشق.

وقال شيخو، في تصريحات خاصة لقناة "إكسترا نيوز"، إن التدخلات الإقليمية ما زالت تلعب دورًا بارزًا في المشهد السوري، ما يزيد من صعوبة تحقيق الاستقرار السياسي والأمني، مشيرًا إلى أن تداعيات الحرب المستمرة منذ أكثر من 14 عامًا لا تزال تلقي بظلالها على الوضع الداخلي.

هيئة تحرير الشام والحكومة الانتقالية

وأضاف أن بقايا النظام السابق ما زالت تؤثر سلبًا على مسار الانتقال، مؤكداً أن هيئة تحرير الشام والحكومة الانتقالية لم تستطيعا إدارة المرحلة الانتقالية بما يتناسب مع تعقيدات المشهد السوري الراهن. وأشار إلى أن التعامل مع المكونات المختلفة، وخصوصًا في المناطق الجنوبية الحساسة، لم يكن بالفاعلية المطلوبة، نظرًا لأهمية هذه المناطق الجغرافية والسياسية القريبة من الحدود مع الأردن وإسرائيل ولبنان.

وأوضح الباحث السياسي أن المرحلة الانتقالية التي تشمل إعداد دستور جديد، وإقامة برلمان، وإجراء حوار وطني، واجهت العديد من العراقيل التي عرقلت تقدمها، مشددًا على أن التنوع العرقي والطائفي في سوريا يتطلب من السلطات التعامل برحابة صدر وحكمة مع مطالب ومخاوف كافة الأطياف والمكونات الاجتماعية.

وشدد شيخو على ضرورة تضافر الجهود المحلية والإقليمية والدولية لإنجاح المرحلة الانتقالية، مع أهمية إشراك جميع الأطراف السورية في بناء مستقبل يعزز السلام والاستقرار في البلاد.

غياب الدعم الدولي وتدهور أمني متزايد

وأكد شيخو أن المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، لم يوفر الدعم الكافي للشعب السوري ولا للسلطة السورية بالشكل الذي يدفع نحو الاستقرار، مضيفًا أن الضغوط الإقليمية كانت دون المستوى، ولم تساهم في دفع العملية السياسية إلى الأمام.

كما أوضح أن غياب الانضباط داخل التشكيلات الأمنية والعسكرية، ووجود مجموعات مسلحة غير منضبطة، ساهم في تعقيد المرحلة الانتقالية، مشيرًا إلى أن هيكلة الجيش والأمن السوري تحتاج إلى مراجعة شاملة من حيث الإدارة والتركيبة الداخلية.

ونوه إلى أن بعض الدول، كإسرائيل، تحاول استغلال الهشاشة الأمنية والسياسية داخل سوريا لتحقيق مصالحها، وهو ما يؤدي إلى مزيد من التدهور في الوضع الأمني، حسب تعبيره.

اشتباكات داخلية.. وتصعيد ميداني

وفي ختام حديثه، لفت شيخو إلى أن الأيام الأخيرة شهدت اشتباكات متزايدة بين مجموعات درزية (ذات طابع عشائري أو محلي) وبين قوات موالية لحكومة دمشق، معتبرًا أن هذه الاشتباكات تعكس حجم التصدع في المشهد السوري الداخلي، وتؤكد هشاشة الوضع الأمني، خصوصًا في مناطق الجنوب الحساسة.

تم نسخ الرابط