عاجل

راندا فكري: الرجولة زمان كانت واضحة.. والآن «ترند» يتغير كل يوم

الإعلامية راندا فكري
الإعلامية راندا فكري

تحدثت الإعلامية راندا فكري، عن الهوية الذكورية في ظل تغيرات العصر الرقمي، مشيرة إلى أن "مفهوم الرجولة"، الذي كان يومًا ما واضحًا ومستقرًا، أصبح اليوم يمر بحالة من التشوش والارتباك، بفعل التأثير الكبير للسوشيال ميديا والمحتوى البصري الحديث.

 الرجولة قديمًا كانت تُنقل من جيل إلى جيل

وقالت "فكري"، خلال تقديمها ببرنامج "الحياة انت وهي"، المذاع عبر قناة "الحياة"، اليوم،  إن الرجولة قديمًا كانت تُنقل من جيل إلى جيل بصورة واضحة: "الأب هو القدوة، والجد هو المرجع وكانت معاني الرجولة متوارثة من غير ارتباك أو تشويش"، بينما اليوم، أصبح تيك توك وإنستغرام يقدمان صورة مشوشة للرجولة، تختزلها في شكل الجسد، والملابس، والسيطرة العاطفية.

وأضافت: "نشوف بوستات تقول الراجل الحقيقي هو اللي بيكتم دموعه، أو أفلام تصوّر الرجولة في تعدد العلاقات أو فرض السيطرة على النساء"، مستشهدة بقول المناضل الأمريكي مالكوم إكس: الراجل لا يُقاس بعدد النساء في حياته، بل بما يضيفه لحياة من حوله.

أزمة الهوية الذكورية

وأكدت أن "أزمة الهوية الذكورية" لم تعد مجرد طرح فكري، بل أصبحت واقعًا ملموسًا، مشيرة إلى أن كثيرًا من الرجال أصبحوا يشعرون بالضياع بين ما تفرضه التوقعات الاجتماعية، وما تعرضه منصات التواصل من نماذج سطحية أو استعراضية.

وأشارت إلى أن الصورة القديمة للرجل، التي كان يمثلها مدرس الفصل أو رب الأسرة الصارم، بدأت تختفي، لتحل مكانها نماذج تعتمد على المظهر الخارجي، والوظيفة، ونمط الحياة، لافتة إلى أن هذا التحول جعل كثيرًا من الرجال في حالة من التساؤل: "هل الرجولة راحت؟ وهل بقت ترند بيتغير كل يوم؟".

في السياق نفسه، كشف الدكتور محمد عودة، استشاري العلاج النفسي، أن مفهوم "الهوية الذكورية" ليس بمفهوم جديد، بل هو من المفاهيم القديمة التي تناولها علماء النفس مثل "إريك إريكسون" ضمن مراحل النمو النفسي، وتحديدًا ما يُعرف بـ"أزمة الهوية".

أزمة الهوية تعني حالة من التصادم الداخلي 

وأوضح الدكتور عودة، خلال لقائه مع الإعلامية رندا فكري، ببرنامج "الحياة انت وهي"، المذاع عبر قناة "الحياة"، اليوم  أن أزمة الهوية تعني حالة من التصادم الداخلي بين التصورات والمعتقدات التي ترسخت في الفرد منذ الطفولة حول ما يعنيه أن يكون "رجلًا" في سياق اجتماعي معين، وبين المفاهيم الحديثة التي بدأت تتغير بفعل الوعي الاجتماعي والانفتاح الثقافي.

وأضاف: "منذ الصغر، يتربى كثير من الأطفال الذكور على أفكار تقليدية مثل: الراجل ما يعيطش، وهذا النمط من التنشئة يغرس تصورات صارمة عن الرجولة ومع مرور الوقت، إذا نشأ الشاب في بيئة أصبحت ترى التعبير عن المشاعر أمرًا طبيعيًا للرجل، فإنه يعيش نوعًا من التناقض النفسي"، قائلا : "الرجالة بتتربى إنها مينفعش تعيط فبيطلع عندها "كبت".

تم نسخ الرابط