عماد الدين حسين: سلاح الخداع يهيمن على مشهد الحرب (فيديو)

أكد عماد الدين حسين، الكاتب الصحفي ، أن أحد أهم الدروس التي يمكن استخلاصها من الحرب الحالية هو خطورة الاعتماد على التصريحات السياسية فقط، مشددًا على أن «سلاح الخداع» هو ما يحكم المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، بمشاركة إسرائيل.
وأشار حسين، خلال تصريحات عبر قناة القاهرة الإخبارية: "علينا أن لا نصدقه ما يقوله الساسة، فقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيمنح إيران مهلة أسبوعين، قبل أن يفاجئ العالم بعدها بأقل من 24 ساعة بشن ضربات على 3 مواقع نووية إيرانية".
وأضاف أن ترامب اعتمد منذ بداية الأزمة على سياسة التضليل، وكان ذلك واضحًا حتى قبل أن ينضم فعليًا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الهجوم المشترك على إيران.
وأوضح «حسين» أن إسرائيل لم تتوقف عن تنفيذ هجمات على أهداف إيرانية، حتى في ظل سير المفاوضات بين طهران وواشنطن، ما يعكس حجم التناقض بين التصريحات الرسمية والتحركات الفعلية على الأرض.
علينا ألا نتوقف عند ظاهر الكلام ونتعامل معه باعتباره الحقيقة
وفي هذا السياق، شدد على أن القراءة السطحية للتصريحات لا تكفي، قائلاً: «علينا ألا نتوقف عند ظاهر الكلام ونتعامل معه باعتباره الحقيقة».
وتابع رئيس تحرير الشروق حديثه بالإشارة إلى ما أعلنه نتنياهو مؤخرًا خلال مؤتمر صحفي، حيث قال بوضوح: «لم ننهِ المهمة حتى الآن، لكننا لن نكون عالقين فيها طويلًا»، وبذلك، يعطي نفسه فرصة لاستكمال بنك أهداف، مثل بعض منصات ومخازن الصواريخ التي تقلق إسرائيل، وقد تشكل تهديدا مستقبليا لها.
ولفت «حسين» إلى أن إسرائيل تتعامل مع إيران بالطريقة نفسها التي تتبعها مع لبنان: «توقع اتفاقًا وتوقف إطلاق النار رسميًا، لكنها تمارس العدوان بين لحظة وأخرى، لافتًا، إلى أنّ ترامب قال إن الإدارة الأمريكية ليست معنية بإسقاط النظام في طهران، ولكن إذا لم يكن هذا النظام قادرا على الاستمرار، فلماذا لا يتم تغييره.
ومن ناحية أخرى، علق الدكتور فراس عفانة، مفوض العلوم النووية وتطبيقاتها في هيئة الطاقة الذرية الأردنية، على غياب المواد النووية في المنشآت المستهدفة، قائلاً إن السلطات الإيرانية قد تكون نقلت المواد الحساسة مسبقًا، ما يعزز فرضية عدم حدوث تسرب إشعاعي، مؤكدًا أن "ذلك يُفسر أيضًا التصريحات الإيرانية التي نفت وقوع أضرار كبيرة".
ولفت في مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن مجلس التعاون الخليجي أكد عدم رصده لأي تلوث إشعاعي في دوله، مؤكدًا أن دول الخليج تمتلك محطات رصد متقدمة، وتعمل على مدار الساعة، وغياب أي مؤشرات لديها يُعد تطمينًا إضافيًا.
وشدد عفانة على أهمية إجراء تفتيش دوري وفوري للمواقع النووية المستهدفة، وذلك لضمان عدم وجود أي خطر على البيئة أو السكان المحليين، مؤكدًا: "التقييم النهائي يجب أن يتم من خلال لجان التفتيش المشتركة، وفقًا للمعايير الدولية للطوارئ النووية".
وختم بالقول: "المؤشرات الحالية مطمئنة، ونتمنى أن تستمر الأمور دون تصعيد أو أضرار بيئية، فالأولوية الآن هي لسلامة الناس واستقرار المنطقة".