عاجل

دبلوماسي سابق: إيران ترفض وقف تخصيب اليورانيوم.. وهذا سبب الخلاف مع واشنطن

السفير حسين هريدي،
السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق

أكد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن إيران لا تمانع مناقشة نسبة تخصيب اليورانيوم في إطار المفاوضات الدائرة حول برنامجها النووي، لكنها ترفض بشكل قاطع شرط الولايات المتحدة الأمريكية الذي يطالب بوقف التخصيب بالكامل، وهو ما يشكل نقطة الخلاف الأساسية بين الطرفين.

تعقيد المفاوضات

جاء ذلك خلال لقاء هريدي مع الإعلامي نشأت الديهي في برنامج "بالورقة والقلم" المذاع على قناة TeN مساء الأحد، حيث أشار إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أضاف بُعدًا جديدًا لهذه الأزمة، عندما ربط بين البرنامج النووي الإيراني ودعم طهران لما وصفه بـ"الجماعات الإرهابية" في الشرق الأوسط، ما يزيد من تعقيد المفاوضات ويخرجها من نطاق الحوار الفني إلى أبعاد أمنية وسياسية أشمل.

وتساءل هريدي: "إذا كانت واشنطن تدعي أنها دمرت القدرات النووية الإيرانية، فما الهدف من استمرار المفاوضات الآن؟"، مضيفًا أن المرحلة القادمة قد تشهد إما تصعيدًا جديدًا في الأزمة أو تحوّلًا في الموقف الإيراني نتيجة الضغوط العسكرية والدولية المتزايدة.

ملف المفاوضات 

وشدد السفير السابق على أن ملف المفاوضات مع إيران يحمل الكثير من التعقيدات، ولا يمكن فصله عن السياق الإقليمي والدولي، مشيرًا إلى أن الربط بين البرنامج النووي والنشاطات الإقليمية لطهران يوسع دائرة الصراع ويجعل الحلول أكثر تعقيدًا.

الضربة الجوية الأمريكية

في سياق منفصل، أكد العميد أكرم سريوري، خبير الشؤون العسكرية، أن الضربة الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد منشآت نووية إيرانية لم تستهدف فعليًا تعطيل البرنامج النووي كما تزعم واشنطن، بل جاءت لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، لا علاقة مباشرة لأي منها بمنع طهران من إنتاج سلاح نووي.

وفي مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أشار أكرم سريوري إلى أن الحديث الأمريكي المتكرر عن "منع إيران من امتلاك قنبلة نووية" يدخل في إطار "التضليل الإعلامي"، مشددًا على أن إيران حتى الآن لا تمتلك سلاحًا نوويًا، ولا توجد دلائل استخباراتية تؤكد ذلك.

متطورة لأول مرة

وأوضح أكرم سريوري أن الهدف الأول من الضربة الأمريكية هو تجربة ميدانية حقيقية لبعض الأسلحة المتطورة التي لم تُستخدم سابقًا، وعلى رأسها القنابل الخارقة للتحصينات من طراز GBU-57، بالإضافة إلى قاذفات الشبح الاستراتيجية B-2.

وأضاف أكرم سريوري: "كان هناك رغبة داخل وزارة الدفاع الأمريكية – البنتاجون – لاختبار تلك الأسلحة في ظروف قتالية حقيقية، وهذا ما تحقق في الهجوم على منشآت فوردو ونطنز".

رسائل ردع إقليمية

وأشار أكرم سريوري إلى أن الهدف الثاني يتمثل في سعي الولايات المتحدة لإظهار نفسها كقوة ضاربة لا تُنازع في المنطقة، وإرسال رسائل ردع قوية إلى الخصوم الإقليميين، لافتًا إلى أن هذا السلوك يدخل ضمن منطق "استعراض العضلات" في خضم التوترات الإقليمية المتصاعدة.

وأضاف أكرم سريوري: "إسرائيل حليفة واشنطن كانت بحاجة أيضًا إلى تعزيز الدعم الأمريكي بعد تبادل الضربات مع طهران، والذي لم يحقق نتائج استراتيجية حاسمة، لذا جاءت الضربة الأمريكية لدعمها معنويًا واستراتيجيًا".

ظل تصاعد التهديدات

أما الهدف الثالث، بحسب أكرم سريوري، فيكمن في إسناد إسرائيل بشكل مباشر في مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة. وقال: "رغم الضربات المتبادلة بين الطرفين، لم تتمكن إسرائيل من توجيه ضربة قاصمة لإيران، فجاء الدور الأمريكي لتعويض هذا الفشل الجزئي عبر ضربة جوية مركّزة".

وعن نتائج الضربة، أشار أكرم سريوري إلى أن الولايات المتحدة نجحت في إغلاق منشآت فوردو ونطنز مؤقتًا، لكن الصور المسربة كشفت أن فوردو لم تتعرض لتدمير شامل، إذ لم تصل القذائف إلى عمق المنشأة المحصنة تحت الأرض، بل دمرت المداخل فقط.

منشآت فوردو ونطنز 

وأكد أكرم سريوري أن البرنامج النووي الإيراني لا يُختزل في مبانٍ ومنشآت، بل هو مشروع متكامل يشمل التكنولوجيا والمعلومات والأبحاث، ويعمل فيه أكثر من 10 آلاف من العلماء والخبراء.

وأضاف أكرم سريوري: "الضربة لم تُنهِ البرنامج النووي الإيراني، وطهران لا تزال تحتفظ بما يزيد عن 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وقد تم إخراجه من منشأة فوردو قبل وقوع الهجوم، كما أن لدى إيران القدرة على إعادة ترميم منشآتها النووية".

تم نسخ الرابط